قشة واحدة تفصل بين الغش واستمرار دعم القمح. فوزارة الاقتصاد والتجارة و«الحكومة الوطنية» جمعاء تستمر حتى اللحظة بدعم استيراد القمح بقيمة 95 مليار ليرة، وبصفة أصبحت تصبغ الحكومات المتعاقبة وهي «هدر المال العام»، وذلك على الرغم من انخفاض أسعار القمح عالمياً بنسبة تصل إلى 50 في المئة. وقد أثار هذا الموضوع رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن الذي طالب الحكومة بالمبادرة فوراً إلى «وقف مهزلة دعم القمح»، وأوضح «يبلغ سعر طن القمح اليوم أقل من 200 دولار، وهو لا يزال مدعوماً، فيما كان يبلغ 210 دولارات من دون دعم»...من جهة أخرى، تشير المعلومات إلى أن وزارة الاقتصاد والتجارة قد اشترت كمية من القمح الروسي خلال المزايدة الأخيرة من أحد الوكلاء بالأسعار العالمية المرتفعة السابقة، وعلى الرغم من ذلك تبيّن أن هذه الشحنة مخالفة للمواصفات، فطلبت الوزارة من الوكيل الذي استورد هذه الشحنة بتحسين نوعية القمح، فإذا بهذا الأخير يقرر خلط القمح غير المعد للاستهلاك البشري مع كمية من القمح الجيد النوعية. وما يؤكد هذه المعلومات، قيام عدد من أصحاب الأفران، وبعد التنبه إلى رداءة الطحين، بتحليل نوعيته، ليُكتشف أن هذا الطحين علفي وليس معداً للاستهلاك البشري، فاتصل هؤلاء بوزارة الاقتصاد التي ردت على الأسئلة بأن «نوعية القمح جيدة»!
(الأخبار)