إسرائيل تتوقّع إمطارها بـ300 طن من المتفجّرات في الحرب المقبلةمحمد بدير
رأى رئيس شعبة الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يدلين، أمس أن الرئيس السوري بشار "الأسد يعتمد اليوم على حزب الله أكثر مما يعتمد على جيشه" وأن "نشطاء حزب الله يتصرفون داخل سوريا وكأنهم في بيتهم".
وقال يدلين، خلال عرض استخباري قدمه أمام الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية أمس، أن "السوريين أطلقوا كافة الأرسنة وهم- بسلوك غير مسؤول- يضعون في تصرف حزب الله كل القدرات الإستراتيجية التي يمتلكونها".
واتهم يدلين سوريا بالإنتماء إلى "المحور الراديكالي" الذي تتشارك العضوية فيه مع إيران وحركات المقاومة في لبنان وفلسطين. ورأى أن "الأسد يواصل فتح مخازنه لحزب الله" وأن "سوريا تتحول إلى مخزن الأسلحة الخاص بحزب الله"، مشدداً على أن "الأسد معني باتفاقية سلام مع إسرائيل وفقا لشروطه، لكنه ينتظر الإدارة الأميركية الجديدة".
وحول الرد المرتقب لحزب الله على اغتيال عماد مغنية، قال يدلين إن الحزب يسعى إلى الإنتقام لمقتل قائده العكسري إلا أنه يخشى من رد إسرائيلي قاس ولذلك يضطر إلى العمل في قنوات غير مباشرة "ومن بين جملة أمور، نشخص نشاطا على جبهة قطاع غزة من أجل تنفيذ عمليات نوعية في العمق الإسرئيلي وسيناء". وفي هذا الإطار، أشار الجنرال الإسرائيلي إلى تولد ما اعتبره "تضارب مصالح" بين حزب الله و»حماس» التي تسعى إلى الحفاظ على التهدئة مع إسرائيل، مدعياً أن «هناك توترا بين الجانبين على هذه الخلفية وأن حماس اعتقلت مؤخرا نشطاء لحزب الله في غزة".
وتناول يدلين ما يقوم به كل من إيران وسوريا في لبنان فرأى أنهما "تشتريان النظام في لبنان وتضخان أموالا لشراء نواب في البرلمان وتنفيذ صفقات مشبوهة"، معتبرا أن "عرض طهران تسليح الجيش اللبناني هو غطاء من جانبها ومن جانب حزب الله من أجل السيطرة على لبنان".
وتطرق يدلين إلى التفجير الذي حصل في دمشق قبل نحو شهر وقتل فيه 17 شخصا، معتبرا أن المسؤول عنه هو "الجهاد العالمي" وأنه "خرق للإتفاق غير المكتوب" بينه وبين دمشق "التي منحت هذه المنظمات الحصانة وحرية الإنتقال إلى العراق ولبنان طالما هم يمتنعون عن المس بالنظام السوري". وأضاف أن "على من ينام مع الكلاب ألا يتعجب إذا ما استفاق مع البراغيث".
وحول التهدئة في غزة، قال يدلين إنها مستقرة لكنه حذر من «الهدوء المضلل»، مشيرا إلى أن «حماس» تستعد "لليوم التالي" عبر تنمية قدراتها العسكرية، كاشفا عن أنها تخطط لعمليات نوعية ضد إسرائيل ستنفذها عندما تقدر أن جدواها، بالنسبة لها، تفوق جدوى التهدئة.
وقال يدلين إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أحبطت عددا من العمليات التي كانت ستستهدف إسرائيليين في داخل إسرائيل وسيناء والعالم، وحذر من أن تنفيذ هكذا عمليات سيجر ردا إسرائيليا قد يؤدي إلى انتهاء التهدئة.
من جهة أخرى، قال قائد الجبهة الداخلية في إسرائيل، الجنرال يائير غولان، إن "أعداء إسرائيل على مختلف الجبهات قد يلقون عليها في غضون الأعوام الخمسة المقبل صواريخ تصل كمية المواد المتفجرة التي تحملها إلى ما بين 200 و300 طن"، قياسا إلى 30 طنا هي كمية المتفجرات التي تعرض لها العمق الإسرائيلي خلال "حرب لبنان الثانية"، بحسب التقديرات الإسرائيلية. وحذر غولان، في كلمة له خلال مؤتمر نظمه معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب حول الجبهة الداخلية، من تنامي التهديد الصاروخي ضد إسرائيل لافتا في الوقت نفسه إلى أنه "برغم أن أعداد (الصواريخ) تبدو كبيرة، إلا أن الأمر لا يعد كارثة أو شيئا لا يمكننا التعامل معه".
من جهته، رأى نائب وزير الدفاع، متان فلنائي، في المناسبة نفسها، أن الصواريخ الموجودة بحوزة الدول والمنظمات المعادية لإسرائيل تتحول مع مرور القوت إلى أطول مدى وأدق إصابة وأكثر قدرة على حمل رؤوس حربية أكبر وزنا.
إلى ذلك، ذكرت وسائل الإعلام العبرية أمس أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، التقى نهاية الأسبوع اليهودي الماضي (السبت) بقائد قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، الجنرال كلاوديو غراتسيانو، وبحث معه في تسلح حزب الله. وقالت صحيفة "هآرتس" إن أشكنازي أوضح للضابط الدولي أهمية فرض القرار 1701 وتشديد النشاط لمنع تهريب السلاح إلى حزب الله. ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله في أعقاب اللقاء إن "حقيقة لقاء رئيس الأركان بالجنرال غراتسيانو، الذي يعد نظير قائد المنطقة الشمالية (في الجيش الإسرائيلي) غادي آيزنكوت، وأنه سيلتقي غدا (اليوم) بوزير الدفاع، إيهود باراك، تدل على الوضع في جنوب لبنان والأهمية التي يوليها الجيش الإسرائيلي لموضوع تسلح حزب الله".
وأضاف المصدر نفسه أن "حزب الله لا يتوانى عن محاولاته للحصول على أسلحة دفاع جوي متطورة من أجل المس بالتفوق الجوي الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية".
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن غراتسيانو شكا من عدم تعاون المسؤولين الإسرائيليين معه ومن تهرب باراك وأشكنازي من لقائه. ونقلت "هآرتس" عن ضباط رفيعي المستوى في قيادة المنطقة الشمالية قولهم إن "المعلومات الحيوية (حول المقاومة) التي تنتقل إلى أيدي القوات الدولية (من قبل الجيش الإسرائيلي) تحظى بمعالجة ناجعة وملائمة".