strong>«كديما» يتفوّق على «الليكود» في استطلاعات الرأي: قصّة اليمين واليسار أصبحت من الماضيدخلت إسرائيل رسمياً مرحلة الإعداد للانتخابات العامة، بعدما توافقت الكتل البرلمانية على الدعوة إلى إجرائها في أقرب وقت، وذلك عبر قانون يصدر عن الكنيست يحل به نفسه ويحدد موعد الاقتراع

علي حيدر
استغل قادة الدولة العبرية جلسة افتتاح الدورة الشتوية للكنيست أمس، لإطلاق الحملة الانتخابية رسمياً وعرض برامجهم السياسية، وذلك بعدما توافقت الكتل البرلمانية على ضرورة الدعوة إلى انتخابات عامة في مهلة لا تتجاوز ثلاثة أشهر.
في هذا الوقت، وفي أول استطلاع للرأي بعد بدء المسار الانتخابي في إسرائيل، تقدم حزب «كديما «على حزب «الليكود» للمرة الأولى منذ أشهر، إذ حصد الأول 29 مقعداً، فيما نال الثاني 26 مقعداً. وتراجع حزب «العمل» من 19 مقعداً إلى 11 مقعداً. وأظهر الاستطلاع، الذي نشرت نتائجه صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن حزب «شاس» سيتراجع من 12 مقعداً إلى 11 مقعداً. كذلك بين الاستطلاع أن كتلة المتقاعدين قد لا تتمكن من العودة إلى الكنيست.
وأعلن الرئيس شمعون بيريز، خلال افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، أن إسرائيل «ستدخل في الأيام المقبلة في حملة انتخابات حاسمة»، مشيراً إلى أن «دورة الكنيست بدأت في ظل تصدعات داخلية وخارجية أثارت القلق في كل بيت في إسرائيل».
وتطرق بيريز إلى التسوية في المنطقة، مشدداً على أن من مسؤولية الحكومة المقبلة دفع «العالم العربي إلى الانخراط في مسيرة سلام شاملة». كذلك دعا إلى تنفيذ مبادرة السلام العربية والعمل على «ترجيح كفة الأصوات الآتية من العالمين العربي والإسلامي، الداعية إلى وضع نهاية للنزاع في الشرق الأوسط والتوصل إلى السلام».
بدوره، دعا رئيس المعارضة وحزب الليكود، بنيامين نتنياهو، في كلمة له أمام الكنيست، كلاً من حزبي «كديما» و«العمل» إلى الانضمام إلى حكومة يترأسها بعد إجراء الانتخابات. وطلب نتنياهو التمييز بينه وبين تسيبي ليفني، قائلاً إن «إسرائيل تحتاج إلى قيادة أخرى، وبنسبة لا تقل أهمية إلى طريق آخر». ورأى نتنياهو أن التحدي الأهم لإسرائيل هو الخطر المحدق بالأمن القومي، مؤكداً أنه لكونه رئيس حكومة «سيكون هناك أمر واحد: إيران لن تتسلح بسلاح نووي. وسنوقف الانسحابات الأُحادية، التي تقرب الإرهاب إلى مدننا».
ورأى نتنياهو أن «كل منطقة تخرج من سيطرة الجيش الإسرائيلي ستسيطر عليها حماس. وستكون هذه الخطوة عديمة المسؤولية». وتعهد نتنياهو عدم العودة إلى حدود الـ67، معلناً أن هناك موضوعين غير قابلين للتفاوض، هما «إدخال لاجئين إلى داخل إسرائيل، والقدس». وتعهد نتنياهو لوالدَي الجندي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط مواصلة المساعي لإعادته سالماً معافى.
كذلك ألقى رئيس الحكومة الانتقالية، إيهود أولمرت، خطاباً اجتماعياً واقتصادياً تطرق فيه للانتخابات المقبلة، خالياً من القضايا السياسية الإقليمية. وتوجه إلى أعداء إسرائيل بالقول: «أوصيهم جداً بألّا يمتحنوا صبرنا ولا يختبروا قدراتنا»، مؤكداً أن «الخوف من الإرهاب لا يمكن تأجيله، لأننا مشغولون بالحملة الانتخابية». وشدد على أن «استمرار تسلح حماس وتهريب السلاح في الشمال والجنوب لا يتوقف. القادة الإيرانيون لا يسكتون ويواصلون تهديدنا».
وكانت رئيسة الكنيست داليا ايتسيك قد افتتحت الجلسة في كلمة قالت فيها: «أنا مقتنعة بأن مواطني إسرائيل من كل الطبقات والشرائح يريدون أن يروا سلطة بديلة. وأن الجمهور يريد أن تكون الحكومة قادرة على الحكم وأن يمنحها الكنيست قاعدة واسعة وصلبة يمكن الاعتماد عليها، بدلاً من حكومة هشة، وكنيست ممزق».
وكان بيريز قد التقى ايتسيك، بحضور نتنياهو وأولمرت، قبل افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، وأبلغها رسمياً الخلاصة التي توصل إليها في أعقاب المشاورات التي أجراها مع الكتل البرلمانية، ومفادها عدم إمكان تأليف حكومة، والسير في اتجاه إجراء انتخابات عامة.
وكان ممثلو الكتل البرلمانية قد شددوا خلال المشاورات مع بيريز على ضرورة إجراء انتخابات عامة في أقرب وقت ممكن. وتلاقت جميع الكتل اليمينية واليسارية والدينية والعلمانية على هذه الدعوة ما عدا كتلة المتقاعدين، التي يقدر ألا يتمكن أي من أعضائها من الدخول مجدداً إلى الكنيست، والتي دعت بيريز إلى تأخير الانتخابات قدر الإمكان.
بدورها، دعت رئيسة حزب «كديما»، تسيبي ليفني، خلال جلسة لكتلتها، إلى إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن. وأعربت ليفني عن توقعها أن تلبي كتل الكنيست المبادرة لإجراء انتخابات مبكرة عبر دعم اقتراح قانون حل الكنيست، الذي كلفت رئيس الكتلة يوآل حسون، تقديمه، بهدف تقليص المدة الفاصلة عن يوم إجراء الانتخابات وفق المسار القائم الآن، أي بعد 111 يوماً.
ورأت ليفني أن «قصة اليمين واليسار أصبحت من الماضي». وأضافت أن «أهمية كديما في كونه حزب وسط، ولذلك بعد إجراء الانتخابات ستتألف حكومة من أطراف مختلفة».
وفي السياق، حدد رئيس حزب «العمل»، وزير الدفاع إيهود باراك، بوصلة التنافس لحزبه، بدعوته الجمهور الإسرائيلي إلى «التفكير بما حققه كديما خلال السنوات الثلاث من وجوده». ونفى الشائعات عن إمكان توحيد حزبي «كديما» و«العمل».
في المقابل، أكد القيادي في حزب «العمل»، بنيامين بن أليعازر، «ضرورة التوصل إلى حلول وسط إذا أردنا مواجهة المشاكل والتحديات لدولة إسرائيل». وأضاف: «إننا مضطرون للذهاب إلى الانتخابات كُتَلاً، لا التنافس منفصلين».