قال المدير العام لبنك لبنان والمهجر للأعمال فادي عسيران إن الأزمة العالمية لم تصب المصارف اللبنانية بالضرر المباشر بسبب امتلاك هذه المصارف لسندات خزينة مع الدولة، ولكن المشكلة الآن هي في ارتفاع التأمين على لبنان بمقدار 1200 نقطة، إذ إن الأرجنتين تثير المخاوف في العالم، ما دفع إلى زيادة درجة التحوّط في التعامل مع الدول ذات المديونية العالية. كلام عسيران جاء في ندوة نظمها تجمع رجال الأعمال اللبنانيين، عن تأثير الأزمة المالية العالمية على لبنان، حاضر فيها إلى عسيران، رئيس مجلس إدارة FFA PRIVATE BANK جان رياشي، ورئيس بورصة بيروت فادي خلف.وقال عسيران إن انعكاسات الأزمة العالمية وصلت إلى أسعار كل الأصول، وأثّرت في أسعار الأسهم والسندات والعقارات والعملات والسلع... والأخطر أنها أثّرت في الفوائد وسوق الائتمان والأدوات المشتقة منه، ما جعل المستثمر في وضع غير مستقر لا يعرف أين يستثمر أو أين يودع أمواله...
ورأى خلف أن نقاطاً إيجابية أظهرت حصانة الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان، أكان من ناحية عدم تعرّض المصارف اللبنانية لمخاطر كبيرة على التزاماتها واستثماراتها في الخارج، أم من ناحية بقاء سوق الأسهم محافظاً على مستوى معيّن، بحيث إنه لم يصل إلى المستويات التي وصلت إليها البورصات العربية، وهذا ناتج من عدم انتفاخ أسعار الأسهم، وناتج أيضاً من أن القيمة الفعلية لهذه الأسهم تتجاوز القيمة السعرية في السوق... إلا أن خلف دعا إلى عدم التوهّم بأننا نعيش في جزيرة معزولة عما يحدث عالمياً وإقليميا، إذ إن المستثمرين في السوق المحلية ينقسمون إلى فئات عدة، جميعها تأثرت بالأزمة العالمية، أكان المستثمر عالمياً أم خليجياً أم مهاجراً لبنانياً يعمل في الخارج أو مستثمراً محليّاً قام باستثمارات عالمية.