مهدي السيداتفق رؤساء الكتل البرلمانية الإسرائيلية أمس على إجراء الانتخابات التشريعية في العاشر من شباط المقبل، ما لم يُتّفق لاحقاً على إرجائها إلى السابع عشر من الشهر نفسه لاعتبارات تتعلق بحلول يوم الشجرة اليهودي في التاسع منه، وحساسية هذا الأمر بالنسبة للمتدينين الحريديم.
وأُشيرَ إلى إمكان التأجيل بطلب من كتلة «يهدوة هتوراه»، علماً بأن حزب المتقاعدين طالب بإرجاء موعد الانتخابات إلى شهر آذار، كي يكون في وسع المسنين المشاركة فيها بسبب الطقس البارد والماطر في شهر شباط.
وجاء الاتفاق على تاريخ العاشر من شباط، في نهاية لقاء عقده رؤساء الكتل مع رئيسة الكنيست، داليا اتسيك، وبعد أخذ ورد بين الكتل المختلفة، بين داع إلى تقديم الموعد، ومطالب بإرجائه، وبعدما تراجع حزب «كديما» عن الاقتراح الذي كان قدمه لسن قانون حل الكنيست، بما يتيح تقديم موعد الانتخابات وفقاً لرغبة رئيسة الحزب تسيبي ليفني. إلا أن الرأي استقر أخيراً على أن تجري الانتخابات في الموعد الذي يحدده القانون، أي بعد 111 يوماً على إعلان الرئيس الإسرائيلي عدم إمكان تأليف حكومة جديدة، وبالتالي حتمية اللجوء إلى انتخابات مبكرة.
وعلل رئيس كتلة «كديما»، يوئيل حسون، تراجع حزبه عن اقتراحه بالخشية من أي يؤدي الاقتراح تحديداً إلى نتيجة عكسية، فيؤجّل الموعد بدل تقديمه. والموقف نفسه أعلنه رئيس كتلة «الليكود»، غدعون ساعر، الذي أعلن أن حزبه يؤيد هذا المسار؛ وهو ما قاله أيضاً سكرتير حزب «العمل» إيتان كابل.
إضافة إلى ذلك، تقرر أيضاً أن يخرج الكنيست في عطلة الانتخابات في الحادي عشر من تشرين الثاني، الذي يصادف أيضاً موعد إجراء الانتخابات للسلطات المحلية في إسرائيل. كما تقرر ألا تُطرح، حتى ذلك الحين، أي اقتراحات قوانين على الكنيست للتصويت عليها، إذا كانت موضع خلاف. وفي هذا السياق، نقلت «يديعوت أحرونوت» عن مقربين من اتسيك قولها إن ثمة حاجة للتحلي بالمسوؤلية حتى أثناء الانتخابات، ولا سيما في ضوء الأزمة الاقتصادية في العالم.
في هذه الأثناء، وعلى خلفية تقديم موعد الانتخابات، بدأت تطفو على السطح الخلافات داخل الأحزاب بشأن كيفية اختيار المرشحين للانتخابات المقبلة. وبرز هذا الأمر خاصةً داخل حزب «العمل»، الذي انشغل أعضاؤه كثيراً في هذه المسألة، بين مطالب بالحفاظ على التركيبة الحالية لقائمة الانتخابات، وداعٍ إلى إجراء انتخابات تمهيدية جديدة. وبحسب المراقبين، فإن مسألة اتخاذ القرار بشأن طريقة اختيار حزب «العمل» لمرشحيه أثارت توتراً بين أعضاء الحزب، على الرغم من إعلان كابل عن أنه سيعمل مع رئيس الحزب إيهود باراك، لتحديد طريقة الاختيار قبل نهاية الأسبوع.
وسيضطر قادة «العمل» لأن يقرروا بين إجراء انتخابات تمهيدية عادية (مع فتح باب الانتساب من جديد أو من دونه)، وانتخابات على مستوى مؤتمر الحزب (الذي لم يؤلّف حتى الآن)، وتأليف قائمة من خلال لجنة منظمة تعتمد القائمة الحالية أو من خلال الدمج بين طرق عدة. تجدر الإشارة إلى أن لكل طريقة مؤيدين ومعارضين، وفقاً للاعتبارات الشخصية، وبسبب الخشية الكبيرة لدى عدد كبير من المرشحين من عدم النجاح في ضوء استطلاعات الرأي التي تتنبأ بعدد قليل من المقاعد للـ«العمل». وهذا الواقع دفع بباراك إلى بذل المساعي للتقرب من الرئيس السابق عمير بيرتس، وعقد لقاءات معه وفقاً لتقارير إعلامية.
في سياق آخر، قالت مصادر في الشرطة الإسرائيلية إنه ليس هناك أي مانع قانوني من تقديم لائحة اتهام في الأيام المقبلة ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية المستقيل، إيهود أولمرت، بعد استكمال التحقيقات التي تجري في الولايات المتحدة، وبعد أن تنتهي النيابة العامة من تلخيص مواد التحقيق.