شدّد وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، أول من أمس في الرياض، على ضرورة أن «تأتي الجماعات الأفغانية التي ستحضر الحوار في المملكة بعقل وقلب مفتوح»، وأن يكون الهدف من الاجتماع هو «الوصول إلى اتفاق، لا إظهار المشكلات والقضايا».وأعلن الفيصل، في تصريح صحافي مشترك مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أن «المملكة بانتظار طلب رسمي من أفغانستان للبدء في مباحثات جادة للحوار مع طالبان». وأكد أن «أهم العناصر التي سيرتكز عليها البحث هو رفض الإرهاب ورفض التعامل مع الإرهابيين»، مضيفاً «إذا اتفقوا على تلك الشروط، أمكن بدء الاجتماع».
وأشار الفيصل إلى أن الوضع في أفغانستان كان من بين المواضيع التي جرى بحثها مع نظيره الألماني، مؤكداً في هذا الصدد «أهمية تكثيف الجهود لتعزيز الوحدة الوطنية بين الأفغان بجميع شرائحهم ومكوّناتهم العرقية والعمل على إعادة بناء الاقتصاد الأفغاني وتنميته الاجتماعية، وذلك في إطار سعي المجتمع الدولي إلى إعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد الذي عانى طويلاً من الصراعات الخارجية والنزاعات الداخلية، التي جعلت منه موئلاً وملاذاً للإرهاب».
وأوضح أن «المملكة وألمانيا اتفقتا على مساعدة باكستان»، وأن يطلب من صندوق النقد الدولي تقديم الدعم المطلوب لهذا البلد.
وحول الصراع العربي ـــ الإسرائيلي، وصف الفيصل وجهات النظر بين المملكة وألمانيا بأنها «متطابقة تجاه أهمية مضاعفة الجهود والمساعي لتذليل العقبات والعودة بمسيرة السلام إلى الأطر المتفق عليها التي تستند إلى قرارات الشرعية الدولية والتزامات مؤتمر أنابوليس ومبادرة السلام العربية». وقال «إن المملكة تؤكد أن أحد أهم الشكوك، التي تلقي بظلالها على العملية السلمية، يتمثل في استمرار إسرائيل في التنصّل من التزاماتها واتخاذها سياسات أحادية الجانب، بما فيها التوسّع في بناء المستوطنات، الذي من شأنه تغيير الأوضاع الجغرافية والقانونية في الأراضي المحتلة، وتعطيل هدف إنشاء الدولة الفلسطينية المتصلة الأطراف والمستقلة والقابلة للحياة».
ورأى الفيصل «أهمية التعامل الجاد مع هذا الوضع وجميع قضايا النزاع الرئيسية المتعلقة بالقدس والحدود واللاجئين والمياه وغيرها من القضايا التي تشكل في مجملها أسس الحل العادل والشامل والدائم للنزاع في الشرق الأوسط».
من جهته، قال وزير الخارجية الألماني إن محادثاته مع المسؤولين السعوديين تناولت السلام في الشرق الأوسط وجهود الدول العربية في ما يتعلق بالأوضاع في فلسطين والسعي إلى عودة الحوار فيها، إلى جانب الملف النووي الإيراني والسعي إلى إيجاد حل دبلوماسي لهذه الأزمة.
(يو بي آي)