إسرائيل تتوقّع استمرار التهدئة إلى العام المقبل وتخشى عمليّات «حمساويّة»غزة ــ قيس صفدي
رست سفينة «الأمل» أمس في ميناء غزة وعلى متنها 27 متضامناً يمثلون 13 دولة، وذلك بعد نحو شهرين على نجاح حركة «غزة الحرة» للمرة الأولى في كسر الحصار بحراً عبر سفينتي «الحرية» «وغزة الحرة».
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد هدّدت في وقت سابق بمنع المتضامنين من الوصول إلى غزة. وبحسب متضامنين على متن السفينة، فإن زورقاً إسرائيلياً اعترض طريقها في المياه الإقليمية الفلسطينية، قبل أن يسمح لها بمواصلة طريقها نحو غزة بعد التدقيق في بطاقات ركابها وجوازات سفرهم.
واحتشد عشرات الفلسطينيين وممثّلون عن الحكومة المقالة وفصائل ومؤسسات أهلية، في ميناء غزة لاستقبال السفينة، التي أقلّت المتضامنين، وأبرزهم الايرلندية الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 1976 مرياد مغواير، والنائب في المجلس التشريعي مصطفى البرغوثي، والكاتب الفلسطيني المقيم في لندن إبراهيم حمامي، فضلاً عن مساعدات طبية.
ورحب رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، النائب جمال الخضري، بالمتضامنين، داعياً إلى «الاستمرار في تنظيم الفعاليات والأنشطة وتسيير الرحلات بغية كسر الحصار نهائيّاً من خلال الضغط على الدولة العبرية كقوة احتلال لإنهاء الحصار». وقال إن «المتضامنين سيقيمون في غزة لمدة أربعة أيام، يطلعون خلالها على الآثار التدميرية التي خلّفها الحصار على قطاعات حياتية عديدة، وسيعملون خلالها على تقديم مساعدات طبية إلى المراكز الصحية»، مشيراً إلى أنه من المقرر أن «تقلّ سفينة الأمل في رحلة العودة عشرة فلسطينيين من مرضى وطلاب يحملون الأوراق الثبوتية اللازمة لدخول قبرص».
وقالت مغواير إن «المتضامنين سيحملون رسائل إلى المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة عن معاناة الشعب الفلسطيني، وسيطالبون برفع الحصار عن غزة وتوفير الدعم اللازم والمنشود لسكانها»، مشددة على أن «الصمت العالمي على ما يحدث بات غير مبرر وغير مقبول».
وربطت حركة «حماس» بين نجاح المتضامنين للمرة الثانية في كسر حصار غزة عبر البحر، واستمرار «الصمت» العربي، ومنع مصر وفوداً من المتضامنين من الوصول إلى غزة من خلال أراضيها. وقالت: «إن سفينة الأمل تتطلب استجابة مصرية لمعاناة أهل غزة بفتح المعبر وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني».
وقال المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، إن نجاح المتضامنين في الوصول إلى غزة «يؤكد أنه أمام العزيمة والإرادة والتحدي لم يعد هناك مستحيل، وأنّ بالإمكان إنهاء حصار غزة لو توافرت الإرادة العربية الرسمية والفعلية لإنهائه».
وشدّد برهوم على أنه «لم يعد مبرراً حتى هذه اللحظة إبقاء هذا الحصار من دون اتخاذ قرار عربي رسمي وفعلي يتجاوب ويتوازى مع معاناة أهلنا في غزة، وتحديداً بعد وصول هؤلاء المتضامنين على اختلاف جنسياتهم للمرة الثانية عبر هذا الخط البحري».
واتّفقت حركة «الجهاد الإسلامي» مع «حماس» على أن نجاح المتضامنين في الوصول إلى غزة «دليل على إمكان كسر الحصار الظالم إذا ما توافرت الإرادة الحقيقية لذلك». وطالبت «جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالوقوف أمام مسؤولياتهما في رفع الحصار، لأن استمرار الصمت على حصار شعبنا لم يعد له ما يبرره سوى حالة العجز التي أصابت النظام الرسمي وجعلته يتقاعس عن نصرة المحاصرين في فلسطين».
بدوره، شدّد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال، إسماعيل هنية، خلال استقباله الناشطين، على أن نجاح الحوار الفلسطيني المتوقع عقده الشهر المقبل في القاهرة مرهون بالأخذ بالملاحظات التي أبدتها الفصائل الفلسطينية، وخصوصاً «حماس». وقال «نأمل أن تنجح جهود المصالحة الوطنية التي ترعاها مصر، ولكن نؤكد أن نجاح الحوار مرهون بأخذ ملاحظات الفصائل بالاعتبار».
ورحب هنية بوفد المتضامنين. وقال «هذه لحظة تاريخية أن نستقبل هذا الوفد في غزة المحررة». وقدم وسام «كسر الحصار» إلى جميع أعضاء الوفد.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن تقديرات المؤسسة الأمنية في إسرائيل تشير إلى أن التهدئة بينها وبين حركة «حماس» في قطاع غزة ستستمر إلى ما بعد الانتخابات العامة في العاشر من شباط المقبل. وعلى الرغم من ذلك، يتحسب نائب وزير الدفاع الإسرائيلي متان فيلنائي من تنفيذ «حماس» عملية تفجيرية أو أسر إسرائيليين.
وأوضح فيلنائي لـ«يديعوت» أن التهدئة مرتبطة بموعدين هامين، الأول يوم 18 كانون الأول، وهو اليوم الذي سينتهي فيه اتفاق التهدئة، إذ تطالب «حماس» بأن تسري التهدئة بعد هذا اليوم على الضفة الغربية أيضاً وفتح المعابر في القطاع. واليوم الثاني هو 9 كانون الثاني، وهو الموعد الذي ترى «حماس» أنه يحدّد نهاية ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس.