بدأ زعماء الأحزاب الإسرائيلية تقاسم جلد الدب قبل اصطياده، فشرعوا في حجز الحقائب الوزارية، ولا سيما التعليم، وفي رسم سلّم أولوياتهم، في موازاة انشغالاتهم في ترتيب بيتهم الداخلي
مهدي السيّد
لم تكد تمر ساعات على إعلان رئيس حركة «شاس»، إيلي يشاي، نية حركته المطالبة بوزارة التعليم في الحكومة المقبلة، حتى جاءه الرد من الجهة غير المتوقعة، وتحديداً من زعيم حزب «الليكود»، بنيامين نتنياهو، الذي أعلن بدوره أن حقيبة التعليم ستبقى في يد حزبه عندما يُؤلف الحكومة.
وبلغت المعركة الاستباقية على حقيبة التعليم ذروتها على لسان مقربين من نتنياهو، قالوا لـ«هآرتس»، إن حصول «شاس» على حقيبة التعليم هو «أضغاث أحلام»، وإن هذا الاحتمال «غير وارد ببساطة».
وجاء كلام نتنياهو في سياق الكلمة التي ألقاها في الكنيست خلال حفل تأبيني لمناسبة الذكرى السنوية السابعة لاغتيال الوزير الإسرائيلي العنصري، رحبعام زئيفي. وخرج نتنياهو عن أعراف الحفل بتضمين كلمته مواقف سياسية، ما أثار استنكار أعضاء كنيست من حزب «العمل» وحركة «ميرتس»، الذين غادر عدد منهم قاعة الاحتفال، متهمين نتنياهو بالوقاحة.
وقال نتنياهو إن حزب «الليكود» سيحتفظ بحقيبة التعليم كي يتصدى «للتحديات الكبيرة التي تواجهنا»، مضيفاً أن «المحبة والتقدير للجيش الإسرائيلي هما مدماك أساسي في قيم دولة إسرائيل وفي التربية على القيم التي آمن بها زئيفي».
وكان يشاي قد صرح لـ«معاريف» بأن «شاس» ستحصل على حقيبة التعليم. وقال: «هكذا فقط ندخل القيم اليهودية إلى المدارس، نعالج مشاكل المخدرات، الجريمة والطعن». وبحسب الصحيفة، فإن يشاي «مقتنع بأن شاس ستزيد قوتها في الانتخابات المقبلة، وهو واثق بنجاحها، بحيث إنه يحدد للصحيفة أهدافاً له، أولها حقيبة التربية والتعليم».
في موازاة ذلك، بحثت لجنة الشؤون الحزبية في حزب «كاديما»، أمس، مسألة الاستعداد للانتخابات التمهيدية وتأليف القائمة الانتخابية لخوض الانتخابات المقبلة. وحاولت اللجنة تحديد إيجاد حل لمسألة تحصين وضمان المكان الثاني في القائمة لمصلحة الوزير شاؤول موفاز، بعد المكان الأول الذي ستحتله رئيسة الحزب تسيبي لفني. وحاولت اللجنة التوصل إلى حل إبداعي في ضوء قرار المستشار القانوني للحزب، الذي أفاد بأن دستور الحزب لا يتيح تحصين مكان مضمون لموفاز، وأن هذا الأمر يتطلب استفتاءً في أوساط أعضاء «كاديما».