لا تزال الصورة العراقية تُختصَر بإصرار عراقي على إدخال تعديلات على مسودة اتفاقية «سوفا» في مقابل ممانعة أميركية على قاعدة «قدمنا أفضل ما عندنا، وإن رفضتموه فتوقّعوا الكوارث»
بغداد ــ الأخبار
أوحى المرجع الشيعي السيد علي السيستاني أمس أنه يدعم التعديلات التي تقدمت بها حكومة نوري المالكي على مسودة الاتفاقية الأميركية ــ العراقية، بإعلانه حرصه على عدم مس الاتفاقية «بسيادة العراق»، وتشديده على أنه يتابع التطورات عن كثب إلى أن يتضح الموقف النهائي من هذا الملف.
في هذا الوقت، بدا الرئيس جورج بوش واثقاً من أنّ الاتفاقية ستوقَّع مع العراق قبل نهاية العام الجاري. وقال، بعد لقائه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني في واشنطن أمس: «نريد أن نساعد ونكون بنائين من دون تقويض المبادئ الرئيسية، وسأظل متفائلاً وواثقاً بإمرار اتفاق (سوفا)».
وأكّد مصدر في مكتب السيستاني أنّ المرجع «يتابع الأمور بحرص، لكي لا تمس الاتفاقية سيادة العراق بأي شيء، وهو يراقب الموقف عن كثب إلى أن يتضح مضمون الاتفاقية النهائي».
ولم تتّضح أجواء لقاء النائب الأول لرئيس مجلس النواب الشيخ خالد العطية والقيادي في حزب الدعوة الإسلامية النائب علي الأديب مع السيستاني سوى ما أُعلن عن أن «الزيارة تأتي ضمن حراك الأطراف السياسيين المؤثرين قبيل توقيع الاتفاقية».
والتلويح الأميركي بالأسوأ في حال تعثُّر توقيع الاتفاقية قبل نهاية العام الجاري، أضاف إليه المتحدث باسم الجيش الأميركي الجنرال ديفيد بيركنز أمس، بعداً جديداً، على قاعدة أن ذلك «سيعيد عقارب الساعة إلى الوراء وسيهدد التقدم الذي تحقّق في المجال الأمني في العراق»، مشدداً على ضرورة امتلاك قواته «صلاحيات قانونية لمواصلة نشاطها».
وتماشياً مع الخطاب الأميركي الرسمي، لم يفت بيركنز اتهام إيران بالتدخل لعرقلة مفاوضات الاتفاقية. أما المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو فقد أعلنت تسلم إدارتها لائحة التعديلات التي رفعتها حكومة بغداد، كاشفة عن أن المسؤولين الأميركيين بدأوا بدراستها، قبل أن تشير إلى أن واشنطن ترى أن «باب المفاوضات أغلق». وكررت بيرينو معزوفة أن «الوقت بدأ يضيق»، وأن «عواقب فشل في المحادثات على الأمن في العراق ستكون كبيرة». لكن بيرينو عادت ورأت أنّ استبعاد خيار فتح مفاوضات جديدة مع بغداد «سيكون أمراً غير مسؤول».
وفي السياق، قال «مساعد» للمالكي لم يكشف هويته، لوكالة «أسوشييتد برس»، إن حكومته ترى أنه «إذا وافق الأميركيون على اثنين من أصل التعديلات الأربعة الجوهرية التي نريدها فسيكون الأمر جيداً بالنسبة إلينا».
ميدانياً، كان الأبرز تسلّم حكومة بغداد أمن محافظة واسط، آخر المحافظات الجنوبية التي كانت لا تزال بيد الاحتلال. وفي المناسبة، أعلن مستشار الأمن القومي موفق الربيعي قرب تسلم الملف الأمني لمحافظتي كركوك وصلاح الدين من القوات الأميركية «خلال الأسابيع القليلة المقبلة».