القاهرة ــ خالد محمود رمضانسعت القاهرة، أمس، لاحتواء أزمة مفاجئة في علاقاتها مع الدولة العبرية، بعدما وجّه رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، كلاماً قاسياً بحقّ الرئيس حسني مبارك، قال عنه في خلاله «ليذهب إلى الجحيم» إذا لم يقم بزيارة إسرائيل.
واكتفى مبارك أمس بالتلويح، غاضباً، بأن بلاده يمكن أن «تتخلّى عن طيب خاطر» عن جهود ترتيب تبادل للأسرى بين إسرائيل والفلسطينيين، بعد أشهر من الفشل في إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وكان مبارك قد زار إسرائيل مرة واحدة فقط، في عام 1994، إلا أن الزيارة كانت لغرض تقديم العزاء في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، اسحاق رابين. وطبقاً لإحصائيات رسمية، فقد قام مبارك بنحو 500 زيارة إلى الخارج، لمختلف عواصم العالم، واحتلت العاصمة الفرنسية المرتبة الأولى، بعدما زارها أربعاً وخمسين مرة.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ونقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أكد مبارك أن «مصر تبذل كل جهدها لتحرير الأسرى الفلسطينيين في مقابل شاليط»، مشيراً إلى أن «إقبال إسرائيل على تغيير الحكومة قد يعطّل هذا الموضوع لبعض الوقت». ‏
وأكد مبارك أن «المسؤولية في هذا الموضوع تقع على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وأن مصر تحاول أن توفّق بين الجانبين»، ‏مضيفاً أن المعلومات المتوافرة لديه تقول إن الجندي الإسرائيلي بخير، وإن «آسريه يعاملونه معاملة حسنة، فلا أعتقد بأنهم يمسّون به أو يضرّونه. وفي كل الأحوال لا يجوز المسّ به. لقد تلقّى أخيراً رسالة، وسيكون لديه رد عليها». ‏
وحول إمكان أن تتعرض حياة شاليط للخطر، أجاب مبارك «تتحدثون عن خطر أن يقتلوه؟ لا، ولا بأي شكل من الأشكال. فالفلسطينيون ليسوا أغبياء، وهم ملزمون بأن يفكروا جيداً ماذا ستكون النتائج إذا ما قتلوه. فكيف سيتمكنون من تحرير مئات من سجنائهم إذا مسّوا به؟ لأنه إذا حصل أيّ سوء، فإن إسرائيل لن تطلق أيّ فلسطيني».
ورأى مبارك أن تعدد الأطراف التي تقوم بالوساطة فى هذا الأمر ليس في مصلحة القضية، مشيراً إلى أن «بلاده يمكن أن تترك الوساطة في هذا الأمر عن طيب خاطر». وقال «من يستطع أن يحل المشكلة فليتفضل، فهي ليست حكراً علينا، وأي طرف يمكن أن يدخل في الوساطة في هذه القضية لا بد أن يكون له علاقة مع الفلسطينيين لأنها مرتبطة بالإفراج عن فلسطينيين وعن شاليط أيضاً».
وعن مبادرة السلام العربية، قال مبارك «إن التفاوض عادةً ما يتم بما يرتضيه الطرفان، وهو السبيل لحل الموضوع، والسلام مع إسرائيل مرتبط بحل القضية الفلسطينية بالطريقة التي ترضي الطرفين»، مؤكّداً أنه بمجرد تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، يصبح من حق الدول العربية أن تعيد النظر في العلاقات مع إسرائيل طبقاً لمبادرة السلام العربية. ‏
وبشأن المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، أعرب مبارك عن اعتقاده بأن سوريا مثل أي دولة عربية تريد أن تعيش في سلام، وتريد سلاماً مع إسرائيل.
من جهة أخرى، قال متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، للإذاعة الإسرائيلية الناطقة بالعربية، «كنا نعتقد أن ليبرمان شخص عنصريّ فقط، لكننا نرى أنه قليل التهذيب أيضاً».