انطلقت أمس مساعي حلّ «أزمة خانقين» بين حكومتَي بغداد وإقليم كردستان العراق، على خلفيّة أحقيّة الجيش العراقي بالانتشار الحصري في محافظة ديالى، عبر لقاء في بغداد جمع وفداً كردياً رفيع المستوى مع المسؤولين الحكوميين، في مقدمتهم رئيس الوزراء نوري المالكي.وتفجّرت «أزمة خانقين» بعد طلب الحكومة المركزية من ميليشيات «البشمركة» الكردية الانسحاب من القضاء، في إطار حملة «بشائر الخير» في ديالى.
وتزامناً مع زيارة الوفد الكردي، شدّد رئيس أركان الجيش العراقي، بابكر زيباري، على «أن قضاء خانقين جزء لا يتجزّأ من الأراضي العراقية ومن حق القوات العراقية تنفيذ عمليات عسكرية داخله». وكان المؤتمر الصحافي لزيباري بمثابة نفي لتقارير سابقة تحدثت عن إقصائه عن منصبه في الجيش.
وكان رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني قد اتصل أول من أمس بالمالكي، طالباً منه العمل على «احتواء الأزمة». لكن رئيس الوزراء أكد في تصريحات لاحقة أن الجيش العراقي «جيش اتحادي ومن حقه الانتشار في أي محافظة أو إقليم».
وفي سياق تهدئة التوترات الإثنية في الشمال العراقي، أقامت كاتدرائية القلب الأقدس للمسيحيين الكلدان في كركوك، صلاة مشتركة لجميع القوميات والأديان «من أجل المصالحة والسلام في المدينة».
وشارك في هذه المبادرة التي تعدّ الأولى من نوعها، ممثلو الحزبين الكرديين الرئيسيين، وكذلك «الجبهة التركمانية العراقية» و«الكتلة العربية الموحدة» وممثلو مكتب مقتدى الصدر والوقفان السني والشيعي وممثلون عن مكاتب المراجع الدينية.
إلى ذلك، نفى وزير الخارجيّة العراقي هوشيار زيباري، قيام المالكي بتغيير تشكيلة الوفد المفاوض بشأن الاتفاقية الأمنية الطويلة الأمد مع واشنطن. وقال إن الوفد المفاوض الذي يرأسه وكيل وزارة الخارجية محمد حمود «أنجز المهمة قانونياً وفنياً وشكلياً حيث جرى التوصل إلى صياغة مسودة واحدة للاتفاقية وأن ما بقي هو مجرد قرارات سياسية ليست من اختصاص المفاوضين الفنيين».
في هذا الوقت، أصدر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أمس، مرسوماً ثبّت فيه تعيين سفير مملكته لدى بغداد صلاح المالكي، الذي كان يشغل منصب مندوب البحرين لدى مجلس الأمن. وكانت وسائل الإعلام المحلية قد كشفت عن تعيين المالكي في منصبه الجديد منذ تموز الماضي، إلا أنّ المرسوم لم يصدر إلا أمس.
ميدانيّاً، أعلنت وزارة الدفاع أن الجيش العراقي تسلم من قوات الاحتلال مهمة حماية «معسكر أشرف» في ديالى، الذي يعود إلى منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة.
وقُتل 6 عراقيين بأعمال عنف متعددة في مختلف أنحاء البلاد.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)