لم تسحب المحكمة العليا الإسرائيلية مواطنة عزمي بشارة، لكنها أحالت الأمر إلى وزير الداخلية، لتبقي المسألة قيد التدوال وتفتح الباب أمام المزيد من الإجراءات بحقه
حيفا ــ فراس خطيب
ردَّت المحكمة الإسرائيلية العليا، أمس، التماساً قدَّمه عضو تكتل «الليكود»، داني دانون، مطالباً خلاله بسحب مواطنة رئيس حزب التجمع الوطني الديموقراطي، عزمي بشارة، وتقديم لائحة اتهام بحقه. وأشارت رئيسة المحكمة، القاضية دوريت بينيش، في ردها، إلى أنَّ على مقدم الالتماس التوجه إلى وزير الداخلية بمثل هذا الطلب لكونه المخول بذلك وفق القانون الجديد لسحب المواطنة، الذي أقرّه الكنيست الإسرائيلي نهاية شهر آب الماضي.
وأكدت مندوبة المدعي العام الإسرائيلي أن موضوع سحب المواطنة يتعلق بمشاورات وزير الداخلية مع الأجهزة الأمنية، وهو قيد الدراسة تبعاً لقانون سحب المواطنة وتراكم الأدلة في قضية بشارة، مشيرة إلى أن التحقيق مستمر ولا يزال في مراحله الأولى. وحاول القضاة وممثلة الادعاء إقناع المدعي بسحب التماسه، حتى لا تضطر الدولة إلى الإفصاح عن أمور لا تريد الإفصاح عنها في هذه المرحلة. إلا أن محامي دانون رفض سحب الالتماس أو تأجيله، وادعى أن بشارة «قام بنشاط خطير جداً ضد دولة إسرائيل، وبأنه مشتبه فيه بتهم تصل عقوبتها إلى حد الإعدام». وأضاف أن «بشارة متهم باستمرار علاقته بحزب الله وفق رسالة لمكتب المستشار القضائي للحكومة بهذا الشأن».
في أعقاب القرار، أعلن دانون أنه ينوي التوجه لوزير الداخلية لسحب المواطنة، وإذا رفض وزير الداخلية طلبه فسيعود للمحكمة مرة أخرى بطلب إجبار الوزير على سحب المواطنة.
وكان مكتب بشارة قد أصدر بياناً قبل جلسة المحكمة جاء فيه: «لم تصلنا دعوة من المحكمة للرد على ادعاءات المدعي الخرقاء. ولو وصلتنا لما رددنا. فمن أهم أسباب هذا الامتناع عن المشاركة في الإجراءات القضائية الإسرائيلية، هو هذا الرفض للدفاع وتبرير النفس وإثبات البراءة أمام من يرى أنهم ارتكبوا ويرتكبون، برروا ويبررون جرائم بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني وغيرهما من الشعوب العربية وبحق الإنسانية».
وأصدر «التجمع الوطني الديموقراطي»، بياناً، دعا فيه إلى التصدي لحملة الملاحقة السياسية والقوانين والممارسات العنصرية. وأشار إلى أن «ما يقوم به الليكود ضد بشارة هو جزء من حملة شاملة على بشارة والتجمع وكل القوى الوطنية في الداخل، وتقود هذه الحملة جوقة لها أذرعها في الإعلام والبرلمان والحكومة والمجتمع السياسي الإسرائيلي».