رفضت إسرائيل تلبية مطالب حركة «حماس» في إطار مفاوضات تبادل الأسرى في مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، بينما أعادت السلطات المصرية إغلاق معبر رفح طالب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية أبراهام إبراموفيتش، «حماس»، عبر الوسيط المصري، بالتراجع «عن رفع سقف مطالبها» ضمن إطار مفاوضات التبادل. وأبلغ إبراموفيتش من القاهرة، كلاً من رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان، ووزير الخارجية أحمد ابو الغيط، أنه «يجب أن تكفّ حماس عن رفع ثمن جلعاد شاليط».
وفي السياق، بحثت اللجنة الوزارية الإسرائيلية المكلفة إجراء تعديلات على معايير تحرير أسرى فلسطينيين «شاركوا في قتل إسرائيليين». وطرح مندوبو وزارة العدل، ومصلحة السجون وجهاز «الشاباك»، مجموعة اقتراحات من دون أن يُصار إلى بَتّ أي منها، على أن تعود اللجنة لعقد لقاء جديد في الأيام المقبلة.
وعملت اللجنة على إعداد قائمة أسرى بديلة عن تلك التي قدمتها «حماس» لمبادلتها بشاليط، تضمّ 450 أسيراً. كذلك أصدر النائب الأول لرئيس الوزراء، رئيس اللجنة حاييم رامون، بياناً جاء فيه أنه «إذا لم تليّن حماس المطالب فلن يكون ممكناً التوصل إلى صفقة»، في إشارة إلى التقارير التي تحدّثت عن فرض «حماس» شرط إطلاق سراح 1500 فلسطيني في مقابل تحرير شاليط.
ويأتي ذلك في ظل ما كشفت عنه مصادر إسرائيلية عن أن جهاز «الشاباك» يطالب بتشديد العقوبات على غزة ووقف تزويده بالوقود، من أجل دفع «حماس» إلى تقديم تنازلات في إطار صفقة التبادل.
في هذا الوقت، أعادت مصر أمس إغلاق معبر رفح بعدما فتحته استثنائياً لمدة يومين ليتمكن آلاف الفلسطينيين من العبور إلى الأراضي المصرية.
على صعيد آخر، دخلت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» خطّ النقاش الدائر بين «حماس» و«فتح» بشأن الاقتراح المصري القاضي بإرسال قوات عربية إلى غزة. ورفض الأمين العام للجبهة، عبد الرحيم ملوح، الاقتراح، داعياً إلى تأليف هيئة فلسطينية جديدة لإدارة الشؤون الأمنية في الأراضي الفلسطينية.
وقال ملوح، بعد اجتماعه بالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في القاهرة: «لا يجب أن نعطي إسرائيل فرصة للتدخل لوضع فيتو على الشأن الداخلي الفلسطيني، والحديث عن قوات عربية يتطلب موافقة إسرائيل لدخولها، ويدخل إسرائيل في المعادلة». وكشف ملوح عن أنه اقترح، خلال لقائه باللواء سليمان، «تأليف هيئة فلسطينية تدير الأمن الفلسطيني وتستعين بمن تراه من الكفاءات والخبرات العربية في ضبط الأمن ومعالجة الشأن الداخلي، وهذا يخرج إسرائيل من المعادلة».
(الأخبار، أ ف ب)