Strong>حواتمة يدعو إلى حكومة انتقاليّة و«لجان المقاومة» تهدّد أيّ قوّات عربيّة تُنشر في القطاعالحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة استأنف أعماله. لكن يبدو أن أهدافه، بالنسبة إلى مصر، تتجاوز إنهاء الانقسام واستعادة اللحمة، لتصل إلى ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وإعادة توزيع الأدوار لمنع احتكار «حماس» الساحة الإسلامية الفلسطينية عموماً، وفي قطاع غزة خصوصاً

رام الله ــ أحمد شاكر
كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ«الأخبار» أمس، عن محاولة مصرية لتقوية حركة «الجهاد الإسلامي» على منافستها في الساحة الإسلامية حركة «حماس»، مستدلة بدعوة القاهرة لـ«الجهاد» كأول وفد يزورها للتباحث في الحوار الوطني وعرض رؤيتها للمخرج من الوضع الفلسطيني المتأزم.
وقرأت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، في دعوة «الجهاد» كأول وفد يحضر إلى القاهرة على أنها محاولة لتقوية وضع الحركة في ظل التوتر الملموس بينها وبين «حماس» من جهة، وبين «حماس» ومصر من جهة أخرى. وأوضحت أن «القاهرة تتعامل مع حركة الجهاد على أن لها ثقلاً مؤثراً وفاعلاً في ساحة غزة»، مشيرةً إلى أن «الرؤية المصرية تتركز على ضرورة إيجاد توازن قوى لضبط إيقاع الساحة الفلسطينية».
وبيّنت المصادر أن استفراد حركة «حماس» بالساحة الغزّاوية يؤثر سلباً على مصر، وهو ما دفع القاهرة لتقريب وجهات النظر أكثر مع «الجهاد الإسلامي». وأشارت إلى أن مدير الاستخبارات المصرية، اللواء عمر سليمان، «مدح قدرة الجهاد على حل الإشكاليات الميدانية بين حماس وفتح في غزة، وطالبها بدور أكبر في المصالحة بين الحركتين وهو ما تريده الجهاد بالضبط». وذكرت المصادر المطلعة أن «القاهرة تخشى من احتواء حركة حماس للجهاد الإسلامي أو ابتلاع حماس لها، ما يعني استفرادها بالساحة الإسلامية والفلسطينية تماماً، وهو ما تراه القاهرة أمراً سلبياً على أمنها القومي ووضعها الداخلي».
وفي السياق، أكدت مصادر في حركة «الجهاد الإسلامي»، لـ«الأخبار»، أن زيارة الأمين العام للحركة، رمضان عبد الله شلح، إلى القاهرة «أذابت الجليد في العلاقة بين الجهاد ومصر وأنهت قطيعة مؤقتة، بعدما توترت العلاقة في وقت سابق لاستخدام سرايا القدس منطقة سيناء لدخول استشهادي عملية إيلات محمد السكسك».
وشددت المصادر على أن «القاهرة بدأت تتعامل مع حماس بحذر كبير، وخصوصاً في ملفات الوساطة التي تقودها مصر، عقب رفض حماس حلولاً وسطية وضعتها القاهرة لإنهاء ملف جلعاد شاليط وحصار غزة».
وفي سياق حوارات القاهرة، دعا الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، نايف حواتمة، الى تأليف حكومة انتقالية تعد لانتخابات جديدة للخروج من الأزمة الفلسطينية الداخلية.
وقال حواتمة، بعد لقائه عمر سليمان أول من أمس، «إن رؤيتنا في الجبهة الديموقراطية تتضمّن ضرورة تأليف حكومة فلسطينية انتقالية من شخصيات وطنية مستقلة تتولى إدارة الشأن الداخلي في الضفة والقدس وقطاع غزة». وأضاف أن «مهمة الحكومة الانتقالية تتضمّن أيضاً إعادة توحيد المؤسسة الرسمية للسلطة الفلسطينية والإعداد لإجراء انتخابات جديدة».
وأشار حواتمة إلى أنه «طرح على سليمان رؤية من عدة بنود للخروج من حالة الانقسام الفلسطيني، وهي ضرورة وقف حملات التحريض المتبادل وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وتحريم الاعتقال السياسي، وتأليف لجنة وطنية من الفصائل ومن شخصيات وطنية للإشراف على هذه العملية». ودعا العواصم العربية وغير العربية في الشرق الأوسط إلى وقف تدخلها اليومي في الأزمة الداخلية الفلسطينية، معتبراً «أن هذا يعمّق الانقسام الفلسطيني».
إلى ذلك، هددت لجان المقاومة الشعبية بأنها ستتعامل مع أي قوات عربية أو أجنبية تدخل إلى قطاع غزة على أنها قوات معادية. وقال عضو القيادة المركزية للجان، أيمن الشيشنية، إن «فكرة استقدام قوات عربية أو أجنبية مرفوضة جملةً وتفصيلاً»، مضيفاً «لن نستبدل الاحتلال الصهيوني بأي احتلال آخر».

ووصفت الصحيفة الإسرائيلية معارضة مصر والأردن بأنها بمثابة «شبكة أمان» لسياسة الفلسطينيين في المفاوضات مع إسرائيل. ونقلت عن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي قوله، في أعقاب اجتماع بين وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية أهارون أبراموفيتش في القاهرة الاثنين، إن مصر «ترفض كلياً» التوقيع على اتفاق جزئي.
(يو بي آي)