علي حيدر دعت إسرائيل، أمس، أوروبا إلى «توخّي الحذر الشديد في علاقاتها مع سوريا»، وذلك بالتزامن مع وصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى دمشق، فيما أعلن عن تأجيل المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب لأسباب «بيروقراطية».
وقال نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ييغال بالمور، إن «سوريا لا تزال مستمرة في خط متصلّب يقوم بصورة خاصة على تخويف معارضيها في لبنان». واتهم النظام السوري بالاستمرار في «دعم منظمات إرهابية»، في إشارة إلى «حماس» وحزب الله، وبالسعي إلى «زيادة حدة التوتر الدبلوماسي بين روسيا وأوروبا»، في تلميح إلى زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة إلى موسكو. ودعا سوريا إلى تغيير هذه العناصر في سياستها.
في هذه الأثناء، ذكرت مصادر سياسية إسرائيلية أن الاتصالات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل يمكن أن «تضع عصا في عجلات محور الشر». وأكدت أن «إسرائيل مهتمة بالانتقال إلى مرحلة المحادثات المباشرة التي تساعد على فصل سوريا عن الارتباط بإيران».
ولفتت المصادر نفسها إلى أن ممثّلَي رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في المفاوضات، يورام طوربوفيتش وشالوم تورجمان، مهتمان بإقناع السوريين بالانتقال في أسرع وقت إلى محادثات مباشرة بدلاً من الاتصالات التي يديرها الوسيط التركي. ورأت المصادر أنه «إذا اقتنعت سوريا بأن الغرب يوفّر دعماً للمفاوضات ويمثّل بديلاً من الارتباط بإيران، فعندها قد تدرس التنازل عن علاقاتها مع طهران».
في المقابل، ورغم ما أعلن عن تقدم في اتجاه مفاوضات مباشرة، ترى مصادر في القدس المحتلة أنه «لا يوجد لـ(الرئيس السوري بشار) لأسد سبب للمسارعة إلى المفاوضات، بعدما فهم أن المؤسسة السياسية في إسرائيل لم تعد مستقرة في الفترة الأخيرة، فضلاً عن وجود انتقادات تلفت إلى أن الرئيس السوري يستفيد من التقارب مع الغرب، رغم أنه لا يقطع علاقاته مع إيران».
وعزت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قرار إسرائيل تأجيل جولة المحادثات الخامسة مع سوريا، والتي كان يفترض أن تبدأ اليوم، إلى أسباب «بيروقراطية». وأوضحت أن «طوربوفيتش استقال من منصبه كرئيس لطاقم مكتب رئيس الوزراء، في 31 تموز الماضي، وطلب مواصلة إدارة المفاوضات مع سوريا، بل وافق على القيام بذلك من دون تلقّي مقابل مالي. ولكنّ تأخّر الرد على طلب أولمرت، من المستشار القانوني للحكومة ميني مزوز والمستشارة القانونية لديوانه شلوميت برنياع، للسماح لطوربوفيتش بالاستمرار في نشاطه، أدى إلى عدم سفره لإجراء المحادثات».
وأشارت «يديعوت» إلى أن «البيان الإسرائيلي استُقبل بدهشة كبيرة لدى الوسيط التركي، وأدى إلى القول في كلّ من تركيا وسوريا بأن اسرائيل تحاول التملّص من المحادثات وتتّبع سياسة التسويف المتعمّد».
وفي هذا الصدد، أصدر مكتب أولمرت بياناً أوضح فيه أن «إسرائيل ملتزمة بالمفاوضات، ومعنية بالمفاوضات، وتؤمن بالمفاوضات، وهي سارت إليها بعيون مفتوحة وتأمل أن تعطي نتائج، وأنه يمكن طوربوفيتش السفر إلى جولة المحادثات فقط بعد إقرار تسوية تضارب المصالح». كما نفى مكتب أولمرت ما تردد عن تحديد موعد جديد لجولة أخرى من المحادثات غير المباشرة مع سوريا.