Strong>عبّاس يستبعد اتفاقاً نهاية 2008... وأولمرت يدعو إلى إخلاء مستوطنينيبدو أن الأراضي الفلسطينية على موعد مع توتر جديد، هذه المرة بين حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي». فرغم الميول الإسلامية للحركتين، إلا أن التباينات بينهما بدأت تخرج إلى السطح على شكل تصريحات وتسريبات تعبّر عن امتعاض أنصار «الجهاد» من التقارب مع «حماس»

رام الله ــ أحمد شاكر
غزة ــ قيس صفدي
ازدادت حدة التوتّر بين حركي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» بعدما فرّقت شرطة الحكومة المقالة بالقوة اعتصاماً للمعلمين، أول من أمس، نظمه الاتحاد الإسلامي للمعلمين التابع لحركة «الجهاد»، وسط أنباء عن غضب في صفوف أنصار هذه الحركة من تقارب بعض قياداتها مع «حماس».
في غضون ذلك، شاعت معلومات عن خلافات بين «حماس» ومصر بشأن صفقة تبادل الأسرى، وهو ما نفته الحركة الإسلامية، معلنة تمسكها بالوساطة المصرية، وذلك بالتزامن مع القمة التي جمعت الرئيسين حسني مبارك ومحمود عباس في القاهرة أول من أمس، والتي خرج من بعدها أبو مازن ليستبعد إمكان التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل في نهاية العام الجاري، رغم تشديد رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، أمس، على ضرورة إخلاء مستوطنات في الضفة الغربية.
وقال معلمون وشهود عيان إن قوة من شرطة الحكومة المقالة اقتحمت الاعتصام الذي شارك فيه عشرات المعلمين، أول من أمس، وفرّقته بالقوة، لكون منظّميه لم يحصلوا على التصريح اللازم.
وعبّرت حركة «الجهاد الإسلامي» عن إدانتها الشديدة لقيام الشرطة «بالاعتداء على اعتصام سلمي نقابي للمعلمين في مدينة غزة، كان الهدف منه لفت الأنظار إلى المخاطر التي يتعرض لها قطاع التعليم بسبب المناكفات والانقسام». ورأت، في بيان، أن «قيام الشرطة بالاعتداء على اعتصام المعلمين واستخدام القوة لتفريق المعلمين المحتشدين هو اعتداء سافر على الحريات العامة وحق التعبير».
تفريق الاعتصام يأتي بعد حادثة احتجاز القيادي في حركة «الجهاد»، محمد شلّح، شقيق الأمين العام للحركة رمضان عبد الله شلّح، لساعات في أحد معتقلات «حماس» في غزة. حادثة أثارت غضباً متزايداً داخل قواعد الحركة التي عدّت الأمر إهانة شخصية لأمينها العام وإهانة لحركة «الجهاد» التي مالت كفتها بعد الحسم العسكري إلى نظيرتها الإسلامية.
وأوضحت مصادر مطلعة في «الجهاد»، لـ«الأخبار»، أن «القاعدة الشعبية للحركة في غزة رفضت انحياز الجهاد لحماس في الفترة الأخيرة، وهو ما أدى إلى خسارتها العشرات من عناصر فتح الذين رأوا في الجهاد مخلّصتهم بعد حسم حماس العسكري والتضييق على الفتحاويين في قطاع غزة».
وأشارت المصادر إلى أن «بعض قيادات الحركة في الداخل حمّلت قيادات متنفذة داخل الجهاد مسؤولية إهانة شلّح بتعاطفها مع حماس وتنسيقها غير المبرر في أحيان كثيرة معها». وبيّنت أن «العشرات من العناصر الفاعلة في حركة الجهاد لا تؤيّد فكرة الحركة عدم استغلال الانقسام الداخلي، وترى أنه يمكن الاستفادة من الاقتتال بتقوية قواعد الحركة ورفدها بعشرات الرافضين لسياسات حماس وفتح».
في سياق منفصل، أكد المتحدث باسم حركة «حماس»، فوزي برهوم، تمسّك «حماس» بالوساطة المصرية في ملف الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليط، وفي جميع الملفات والقضايا العالقة، وأبرزها الحوار الوطني ومعبر رفح والتهدئة.
ونفى برهوم بشدة أن تكون حركة «حماس» تحدثت في شأن نقل ملف شاليط وصفقة تبادل الأسرى من الجانب المصري إلى أطراف عربية وإقليمية ودولية أخرى. وقال: «ما زلنا نثق بالجانب المصري وبإدارته لهذا الملف».
وكان الرئيسان حسني مبارك ومحمود عباس قد عقدا أول من أمس قمة في القاهرة لبحث جهود المصالحة بين الفصائل، إضافة إلى عملية السلامواعلن الرئيس الفلسطيني أنه لا يرى «بوادر» تشير إلى إمكان التوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني ــــ إسرائيلي قبل نهاية عام 2008. وقال للصحافيين «كان هناك أمل في أن يكون عام 2008 عاماً للسلام منذ بدأنا عملية أنابوليس». وأضاف أن «الجميع بذلوا جهوداً الفلسطينيون والإسرائيليون والأميركيون»، موضحاً أن ضغط الوقت «لا يعني بالضرورة أنه يمكن أن نصل إلى حل».
وأكد عباس أن الفلسطينيين «يريدون حلاً، ولكن يجب ألا يستثني أو يغفل هذا الحل قضية ما أو يؤجلها»، مشيراً إلى «ضرورة أن يتضمن الحل القضايا الست الرئيسية» المتعلقة بالتسوية النهائية للنزاع الفلسطيني ــــ الإسرائيلي، وهي القدس واللاجئون والمياه والحدود والمستوطنات.
وفي السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، لدى افتتاحه اجتماع الحكومة أمس، إنه «ينبغي البدء بالتفكير في إخلاء مستوطنين من مستوطنات تقع شرقي الجدار العازل في عمق الضفة».
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن كل عائلة في المستوطنات الواقعة في عمق الضفة الغربية ستحصل على مبلغ مليون شيكل (نحو 280 ألف دولار) إذا وافقت على إخلاء نفسها طواعية في إطار خطة «إخلاء وتعويض». وأضافت أن هذه الخطة، التي وضعها النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية حاييم رامون، تتعلق بـ61800 مستوطن يسكنون في 72 مستوطنة تقع شرقي الجدار العازل.