غزة ــ قيس صفديبرّر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، أمس، تفريق شرطة «حماس» لاعتصام المعلمين الذي دعت إليه حركة «الجهاد الإسلامي» السبت الماضي، باعتبار أنه «مسيّس»، مطالباً في الوقت نفسه الدول العربية المانحة للسلطة الفلسطينية بأن «تشترط وصول نسبة من المساعدات المالية إلى قطاع غزة»، تزامناً مع دعوة حركة «حماس» العرب إلى «تنفيذ قرارهم بكسر حصار».
وشدّد هنية، خلال جلسة للمجلس التشريعي للاستماع إلى وزيري الصحة والتعليم في غزة حول تداعيات الإضراب، على «نجاح الحكومة في معالجة أزمة الإضراب المسيّس بامتياز في قطاع التعليم، عبر تعيين خمسة آلاف معلم جديد بدلاً من المعلمين المضربين عن العمل»، فيما وصف إضراب الأطباء بأنه «نسبي»، مشيراً إلى أنه «لم ينحصر في وزارتي الصحة والتعليم، بل شمل كل الوزارات، ما يعني أنه خطوة على طريق العصيان المدني». واتهم «تياراً في رام اللّه، بأنه لا يريد الاستماع إلى مواقف قيادات سياسية حتى من داخل حركة فتح، التي تمانع هذه الإضرابات»، موضحاً أنها «ليست نقابية».
من جهة أخرى، توجه هنية إلى دول الخليج العربي، وفي مقدمها السعودية، قائلاً إنه «إذا كان هناك بعض القيادات التي استمرت في قطع الرواتب عن آلاف الموظفين في قطاع غزة، فإني أطالب الأشقاء العرب إما بأن يشترطوا نسبة لغزة أو إيصال نصيبها مباشرة عبر القنوات الرسمية».
وأضاف هنية أنه «لا يعقل إبقاء هذا المال في أيدي مجموعة من المسؤولين الذين يتلذذون بتعذيب الشعب الفلسطيني»، مؤكداً أن «سلطة رام اللّه قطعت رواتب آلاف الموظفين لا لشيء، إلا لأنهم ملتزمون بأعمالهم».
وفي السياق، طالبت «حماس» وزراء الخارجية العرب باتخاذ «قرار عربي عملي وفوري وعاجل بفك الحصار عن قطاع غزة». وأشار المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، إلى قرار وزراء الخارجية العرب السابق باعتبار غزة «منطقة منكوبة، وضرورة فك الحصار عنها»، وخاطبهم قائلاً «أنتم مطالبون بتطبيق هذا القرار».
ودعا برهوم الوزراء العرب إلى «العمل بكل جدية على احتضان الملف الداخلي الفلسطيني، وعدم التساوق مع أي أطروحات تمسّ بوحدة شعبنا»، في إشارة إلى مقترح القوات العربية.
من جهة أخرى، نفى المسؤول في تنظيم جيش «الأمة» الموالي لـ«القاعدة» في غزة، أبو الهيجا، «الأخبار التي تحدثت عن تهديد التنظيم بخطف قيادات من حماس، رداً على اعتقال القيادي في التنظيم أبو حفص قبل بضعة أيام».
ودان أبو الهيجا، معرّفاً عن نفسه بأنه مسؤول اللواء الجنوبي في «جيش الأمة»، في مؤتمر صحافي، «اعتقال أبو حفص المقدسي»، وطالب «الحركة الإسلامية بالإفراج عنه». وأضاف «لكننا لم نطلق مثل هذه التهديدات».
وأوضح أبو الهيجا أن «جيش الأمة لديه وسائله الخاصة لتحرير أبو حفص»، المعروف بتشدّده وانتقاده المتكرر لـ«حماس»، ونهجها في الحكم في غزة. لكن التنظيم لم يوضح طبيعة هذه الوسائل. وأضاف «ما كان ينبغي أن يتم اعتقال أبو حفص، ونريد الإفراج عنه بواسطة المفاوضات السلمية»، قائلاً «لن ندع الاحتلال الإسرائيلي والمنافقين والكافرين، أن يفرحوا بفتنة بين السلفيين الجهاديين وحماس».
وفور انتهاء المؤتمر، اعتقلت عناصر أمنية تابعة للحكومة الفلسطينية المقالة، ستة عناصر من جيش الأمة. وقال مصدر في جيش الأمة إن المعتقلين اقتيدوا إلى سجن المشتل في غزة.
إلى ذلك، أعلن مدير مؤسسة «الضمير» لحقوق الإنسان، خليل أبو شمالة، أن «أجهزة الامن التابعة للحكومة المقالة في غزة، أفرجت عن اثني عشر شخصاً، من كوادر حركة فتح المعتقلين في غزة».