مع وصول عدد ضحايا حي الدويقة الناتج من التقصير الحكومي المصري، إلى 51 شخصاً، اندلعت أزمة عنيفة في أحد سجون أسيوط بين الشرطة والمساجين على خلفيّة المعاملة السيّئة التي يتلقّونها
القاهرة ــ الأخبار
ارتفع عدد قتلى حادث الانهيار الصخري على منازل حي الدويقة العشوائي، إلى 51 قتيلاً، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين.
وقالت مصادر أمنية إنّ عمال الإنقاذ عثروا، أثناء عمليات البحث في أربعة منازل تعذّر الوصول إليها من قبل، على 11 جثة، مشيرة إلى أن ما يقرب من 20 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين ويُعتقد أنهم دفنوا تحت الأنقاض.
وبدأت وحدات من الجيش في نقل الناجين إلى معسكر إيواء يضم نحو 60 خيمة أقيم في حديقة عامة في حي الفسطاط القريب. لكن بعض الأهالي رفضوا الذهاب إلى المخيم، مطالبين بتوفير مساكن جديدة لهم قبل التحرك.
ويرى مراقبون أنّ هذه الكارثة والحريق الذي سبقها ألقيا الضوء على ضعف التخطيط الحضري للحكومة، وعدم التقيد بإجراءات السلامة.
ورغم تطويق الشرطة للمنطقة، إلا أن شهوداً عياناً أكدوا أن آليات الإنقاذ الثقيلة لم تُرسل إلا بعد وقت متأخر. وحتى بعد حضورها، لم تستعمل بفعالية مخافة أن تسبب المزيد من الأضرار، فيما حاول السكان المحليون التعاون لإزالة الصخور، لكن من دون جدوى.
واشتبك عدد من مواطني الدويقة مع الشرطة، إثر اختيار ٦ منازل لبناء جسر في مكانها، يساعد قوات الدفاع المدني على العبور إلى موقع الانهيار لمواصلة عمليات الإنقاذ، إذ اعترض الأهالي، وأُقنعوا بقبول الأمر بعد مفاوضات.
غير أن الأهالي اشتبكوا مع قوات الأمن مجدداً، اعتراضاً على قرار إبعادهم ومنعهم من المشاركة في عمليات الإنقاذ، التي تسير ببطء، بسبب صعوبة دخول المعدات إلى موقع الحادث.
وأثارت هذه الحادثة مرة أخرى، غضب الناس على خلفية بطء عمليات الإنقاذ الحكومية، وهو التأخير نفسه الذي جعل الحريق الذي شب في مبنى مجلس الشورى قبل أسبوعين، يمتد إلى البنايات المجاورة.
في غضون ذلك، أصيب 22 سجيناً و3 من رجال الشرطة إثر عملية تمرد وقعت في سجن أسيوط في صعيد مصر، بعد وفاة أحد المساجين واتهام زملائه للمسؤولين عن السجن بتعذيبه حتى الموت.
وقال بيان لوزارة الداخلية المصرية إنّ «سجيناً يُدعي علي محمد عبد السلام توفي صباح الاثنين، بينما كان موجوداً في عنبر التأديب الانفرادي داخل السجن، ما أدى إلى حالة هيجان بين المساجين، وخصوصاً أبناء قريته الذين اتهموا المسؤولين عن السجن بتعذيبه حتى الموت».
وأضاف المصدر أنّ «المساجين الغاضبين هاجموا رجال الشرطة الذين ردّوا بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع». غير أنّ مصدراً أمنياً كشف لوكالة «رويترز» عن سقوط قتيل مجنّد في الشرطة.