معاريف ــ عوفر شيلح الجيش الإسرائيلي في حالة إفلاس أخلاقي خطير، متعفّن من رأسه حتى أخمص القدمين، ولا يمكن لأي حديث عن تحقيقات حربية وتشديد التدريبات أن يتمكن منها. السياق هو فوضى الوعي التي يعيشها الجيش منذ حرب لبنان الثانية، والتي كشفت أمام قادته الميدانيين فقدان السبيل القيمي التي أحدثتها سنوات القتال والاحتلال في المناطق. قيم أساسية تهالكت مثل التمسك بالمهمة، القيادة من الأمام، والتغلّب على المصاعب. الأسبوع الماضي، وفي المحفل نفسه الذي تحدث فيه اللواء في الاحتياط، موشيه عبري سكونيك، عن نقص التدريبات، قال لواء احتياط آخر، من محققي الحرب، يورم يئير (يا يا)، إن الجيش الإسرائيلي فقد القيمة البسيطة في أن «هذا ما هو موجود، ومعه سننتصر».
إيهود باراك وغابي أشكنازي لا يتصدّيان لهذه الفوضى، بل يغطّيانها بالطمس: ها نحن «نتدرب مثلما لم نتدرب منذ عام 2001». رئيس الأركان هو رجل ميداني وليس طياراً يحوم من فوق. وزير الدفاع مجرّب وكثير الأوسمة. ولكن تحت حالة الطمس يواصل التعفّن الانتشار.
لمّا كان الجيش لا يتصدى حتى اليوم لنتائج الحرب، لأنه من كل قادته شخص واحد فقط، هو العميد إيرز تسوكرمن، تحمّل المسؤولية الشخصية عن إخفاقه، ولأن رئيس الأركان الجديد يتصرف كأن الأمس لم يكن، وأن ما هو مهم هو فقط ما سيحصل من الآن فصاعداً. غابي في الميدان وكل شيء سيكون على ما يرام. تؤرجح هذه الفوضى قادة مختلفين في اتجاهات مختلفة. منذ وقت غير بعيد، نُشر خبر يقول إن قائد مدرسة قادة الصفوف، العقيد هرئيل كانفو، أمر بتدريس المتدربين مادة عن «الإنسان في المعركة»، والتي سيتعلمون فيها كيف يتصدون لمصاعب الحرب: فقدان رفاق، عفونة الجثث، الدخان والضباب وحقيقة أنه لا يوجد الكثير من الطعام.
لم يصل في أي حرب الطعام في الموعد. دوماً كان هناك نقص في الأيام الأولى. ولكن لم تكن هناك حاجة إلى «أسبوع حربي» أو جلسات مع علماء نفس: زعامة عسكرية ذات صلاحية، تراص الوحدة مع عقلية مظفّرة وقادة ذوي صلاحيات أخلاقية ومهنية. كل هذه ساعدت الجنود على أداء مهماتهم حتى من دون ثلاث وجبات في اليوم. لم يستخلص أحد من هذا أنه يجب القيام بتدريبات جوع. لا يمكن عموماً تعليم الناس كيفية التغلّب على الجوع.
جيش هكذا يتدرب وهكذا يحاول التصدي للإخفاقات، يمكنه أن يتدرب من اليوم حتى غد: فهو سيهزم في الحرب، بينما قادته في البزات ومن دونها يواصلون الهراء عن الميزانيات ونظرية العمل.