يبدو أن الرئيس المصري حسني مبارك يسعى إلى الهروب من حادثة الدويقة؛ فبدلاً من زيارة المكان بصفته رئيساً، سارع إلى افتتاح مشاريع استثمارية غير ذات أهمية
القاهرة ــ الأخبار
أصرّ الرئيس المصري حسني مبارك على الهروب من مشهد الانهيار الصخري في الدويقة، الذي حصد 82 جثة حتى الآن، فيما لا تزال عشرات الجثث الأخرى تحت الأنقاض. وبدلاً من زيارة المنطقة التي شهدت الكارثة، اكتفى بافتتاح عدد من المشروعات التنموية والخدماتية في محافظة الدقهلية في دلتا مصر.
المشروعات في تفاصيلها ضعيفة، وما كانت تليق، وفقاً لمعارضين وناشطين سياسيين، برئيس دولة. إذ تضمنت تسليم عقود التمليك إلى 20 مالكاً للوحدات السكنية المقامة ضمن المشروع القومي للإسكان الاجتماعي، وهو «مشروع إسكان مبارك». كما شملت محطتين لمياه الشرب ومحطتين للصرف الصحي، ووحدتين صحيتين لطب الأسرة.
إلاّ أن مراسم الافتتاح هذه بدت محاولة حكومية كي ينسى مبارك مأساة الدويقة، حيث قدّم محافظ الدقهلية اللواء سمير سلام، تقريراً شاملاً عما شهدته المحافظة من إنجازات في مجالات مياه الشرب والصرف الصحي والخدمات الصحية والكهرباء والإسكان، إضافة إلى الخطط المستقبلية لدعم هذه المشروعات. ‏
وفي السياق، قال المحامي العام الأول لنيابات غرب القاهرة‏، المستشار عمرو قنديل، إن «عدد الضحايا في حادث الدويقة ارتفع إلى‏ 82‏ شهيداً، بعد استخراج ثماني جثث‏، من بينها ثلاث جثث أجزاء جرى إرسالها إلى مصلحة الطب الشرعي لإجراء تحليل البصمة الوراثية لها‏».‏ وأشار إلى أن «قوات الإنقاذ تمكنت من استخراج أشلاء عبارة عن بطن وقدم‏،‏ وأشلاء طفل رضيع‏، وذراع وأجزاء من رجل كاملة‏. وهذه لا تحسب على أنها جثث‏، ولا يجري استخراج تصاريح دفن لها‏، ‏إذ إنّه يُستخرَج التصريح بالدفن لأسماء الضحايا المعلومة فقط»‏.‏
من جهته، أعلن محافظ القاهرة عبد العظيم وزير، أنه «جرى حتى الآن إسكان 187 أسرة من المتضررين جراء حادث الدويقة، ونقلهم من معسكرات الإيواء بواسطة حافلات وسيارات نقل تابعة لهيئة النقل العام، إلى جانب توفير عمال من هيئة النظافة لمعاونة ومساعدة الأهالي في توصيل المنقولات إلى الشقق»، مؤكداً أن «عمليات الحصر والتسليم مستمرة على مدار 24 ساعة». وأشار إلى أنه توجد «توجيهات لمديرية التضامن الاجتماعي بتوفير الأثاث الضروري للأسر التي فقدت وسائل معيشتها تحت الأنقاض».
أما نائب المحافظ للمنطقة الشرقية اللواء مختار الحملاوي، فقال إنه «يجري حالياً إخلاء جميع المساكن والعقارات المعرضة للتصدع جراء الكارثة»، مشيراً إلى أنه «هُدم 32 منزلاً، و3 بلوكات و20 غرفة غرب السكة الحديد فوق الهضبة». وأكد أن أي عقار سيجري هدمه سيعوّض قاطنوه بمسكن بديل على الفور.