بغداد ــ الأخباربين تخوّف رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي من حدوث انقلاب في العراق، وتسلُّم الجنرال ربموند أوديرنو قيادة الجيش الأميركي في هذا البلد اليوم بإشراف وزير الدفاع روبرت غيتس الذي حطّ في بغداد أمس، للمرة الثامنة في أقل من عامين، برز تخوّف قائد المنطقة الوسطى للجيش الأميركي، ديفيد بيترايوس، من أن تؤدّي «خلافات سياسية» بين الحكام العراقيين إلى إطاحة «التقدم» الذي أُنجز.
ووصل غيتس إلى بغداد أمس لحضور مراسم تسلّم أوديرنو مهماته الجديدة، ولـ«تكريم» سلفه بيترايوس في المنطقة الخضراء. وكان غيتس قد وصف، في حديث للصحافيين المرافقين له في الطائرة، عملية تسلّم أوديرنو بأنها «مهمة انتقالية».
وفور وصول الضيف الأميركي، قُتل ما لا يقل عن 12 شخصاً وأُصيب 32 بجروح في انفجار سيارتين مفخختين في وسط بغداد. وقال غيتس، الذي تعود آخر زيارة قام بها لبغداد إلى 11 شباط الماضي: «سنبقى ملتزمين (عسكرياً) القدر الذي نحن عليه حالياً، لكن أعتقد أن المجالات التي نحن ملتزمون فيها جدياً ستستمر في التقلص».
ورأى الوزير الأميركي أن «التحدي أمام أوديرنو يتركز على طريقة التعامل مع العراقيين للحفاظ على ما أُنجِز وتوسيع بقعته في وقت يُخفَض فيه عديد القوات الأميركية».
غير أنّ بيترايوس بدا في مقابلة قبل أيام، متخوّفاً من أمرين: أولاً من أنّ العراق ليس بمنأى من «انبعاث» القاعدة مجدداً، وثانياً من «خلافات سياسية» بين العراقيين يمكن أن تطيح «التقدم» الذي أُنجز في الأشهر الماضية.
أمّا الجلبي، فأطلق مواقف، إن وُضِعت في سياقها على أنها صادرة عن أحد أكبر المحرّضين على احتلال بلاده، ومن نائب سابق لرئيس الحكومة (إبراهيم الجعفري)، تصبح جديرة لأن تؤخذ على محمل الجدّ.
ولم يستبعد الجلبي قيام انقلاب عسكري على حكومة المالكي «إذا فشل الحكم»، لافتاًَ خلال لقائه عدداً من الإعلاميين إلى أن هذا الانقلاب «وارد الحصول، وستقوده إحدى القيادات الشيعية».
وبدا كأن الرجل يترحّم على القيادة الأميركية التي تنتهي ولايتها في غضون شهرين، حيث أشار إلى أنّ «المشكلة هي أن من اتفقنا معهم خسروا المعركة في واشنطن، وأصبح القرار بيد من رفضوا خوض الحرب وتحرير العراق». وحذا الجلبي حذو المالكي عندما وجّه انتقاداً عنيفاً لبول بريمر، الذي حمّله «مسؤولية ما يجري في العراق من محاصصة وطائفية فاشلة، بالإضافة إلى توتير العلاقات بين العراق وجيرانه»، مطالباً بمحاسبته قضائياً «لما ارتكبه من أخطاء، لا يزال العراق يدفع ثمنها».
وفي تطوّرات التوتّر العربي ـــــ الكردي، كشف مصدر أمني في قضاء خانقين عن أن قوة من الجيش العراقي تطوق منذ يومين نقاطاً عديدة تابعة لقوات البشمركة في أطراف خانقين، طالبة منها تسليم النقاط إليها.