على الرغم من المخاوف الشديدة التي تراكمت في إسرائيل إزاء إمكان أن تكون إيران على وشك امتلاك القدرة النووية، بعث أمس رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، العميد يوسي بايدتس، رسالة تهدئة في هذا المجال، خلال تقديمه عرضاً أمنياً أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، ذكر فيها أن «السيناريو الأكثر تفاؤلاً بالنسبة إلى الإيرانيين، وإن كان من غير المعقول حصوله، هو أنهم سيمتلكون القدرة النووية بدءاً من مطلع العقد المقبل». ومع ذلك، قدّر بايدتس أن «إيران تحقّق نجاحات في مجالات تكنولوجية»، مشيراً إلى «أننا لا نرى (بوادر) تَشَكّل جبهة دولية تهدّدها، فيما تواصل هي استهزاءها بالعالم».
وحذّر بايدتس، الذي عرض صورة الوضع الأمني أمام أعضاء الكنيست، من مغبّة التهديدات من «الشمال». وقال إن «حزب الله سيحاول إسقاط طائرات إسرائيلية تحلّق فوق لبنان». وبحسب كلامه، فقد أسقط حزب الله في الآونة الأخيرة مروحية لبنانية لأنه اعتقد بأن الأمر يتعلق بمروحية تابعة للجيش الإسرائيلي.
واضاف بايدتس أن «حزب الله يُعدّ منظمة إرهابية من جهة، ولذلك يشعر بالحاجة إلى مهاجمة إسرائيل، لكنه يخشى إسرائيل من جهة ثانية ويبحث عن مشروعية لعمله»، مشدّداً على أن هذا الحزب «يواصل التسلّح بصورة جوهرية».
وتطرق بايدتس في كلامه إلى سوريا، فقال إن القيادة في دمشق تواصل السير في مسارين، «الأول هو مسار السلام والانفتاح على الغرب، الذي أتاح زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي؛ والثاني تعميق التدخّل في المحور الراديكالي ومواصلة عملية تعاظم القوة عند حزب الله وتسليحه».
وأشار بايدتس إلى أن سوريا تعيش بسلام مع هذين الاتجاهين، وأن أيّاً منهما لا يشكّل تهديداً لها، «وهي تشعر بأنها تجني الأرباح من الجانبين».
كذلك، تطرق بايدتس إلى عملية تعاظم القوى لدى «حماس»، فأشار إلى أن هذه الحركة الإسلامية تواصل تهريب السلاح إلى غزة وإلى زيادة خطر صواريخ «القسّام» والتهديد على الجبهة الداخلية في إسرائيل. وذكر بايدتس أن «حماس تسير باتجاه التحول إلى دولة منظّمة».
وقال بايدتس إن «كل ورشة عمل في غزة كانت في السابق عرضة للهجوم من الجيش الإسرائيلي. أما اليوم، فلأن الجيش الإسرائيلي لا يشنّ الهجمات، فإنهم يُهرّبون المواد ويُصنّعون في المكان، الأمر الذي يمنح الصواريخ دقة وأمد حياة أكبر».
وحول إمكان أن يهاجم الجيش الإسرائيلي قطاع غزة، قال بايدتس إن «حماس تعمّق من خطتها الدفاعية بواسطة التحصين والتلغيم، وإنها تزيد من شدّة التهديد على النشاط العسكري الإسرائيلي في حال حصوله».
إضافة إلى ذلك، تطرّق بايدتس أيضاً إلى الوضع السياسي بين الفلسطينيين، فذكر أنّ ثمة حواراً يدور بين «حماس» وحركة «فتح»، لكنه «يجري على أدنى المستويات». وبالنسبة لتصدي قوات الأمن الفلسطينية التابعة لأبو مازن لنشاط «حماس» في الضفة الغربية، قال بايدتس إن «أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية تعمل ضد الجمعيات الخيرية التابعة لحماس، لكن ليس على الصعيد العسكري».
من جهة ثانية، وعلى الرغم من المفاوضات التي تجريها إسرائيل مع سوريا، انتقدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، النظام السوري مجدداً، خلال لقائها أمس مع وزير الخارجية الإسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس. وقالت إن «طريق شرعنة سوريا تمرّ بوقف تهريب السلاح إلى لبنان».
وأضافت ليفني، في كلامها الذي أدرجته «معاريف» ضمن سياق الانتخابات التمهيدية داخل حزب «كديما» المقررة غداً، أنه «يتعيّن على سوريا أن تدرك بأن تهريب السلاح إلى لبنان، يشكل إضافة إلى المشكلة التي ينشئها تجاه إسرائيل ولكون هذه التهريبات خرقاً سافراً لقرار مجلس الأمن، فإنه يُعرّض أيضاً للخطر حكومة لبنان والجهات الدولية الموجودة هناك»، في إشارة إلى قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل».