Strong>التحذيرات من هجوم لحزب الله في سيناء لم تتوقف، إلا أنها باتت مرتبطة الآن، بحسب الصحف الإسرائيلية، برغبة إيرانية ـــ سوريّة، بالانتقام لثلاث عمليات، وربما أربع، نُفذت في العاصمة السوريّة!كرر وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس، دعوته السياح الإسرائيليين في سيناء إلى مغادرتها فوراً والمجيء إلى النقب، وذلك على خلفية المعلومات التي تواصل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الإدلاء بها عن نيّة حزب الله اختطاف إسرائيليين وتهريبهم إلى قطاع غزة.
وفي لقاء مع رؤساء الإعداديات ما قبل العسكرية، استغل باراك الفرصة للتحذير من الذهاب إلى سيناء. وقال: «أنا أدعو الجميع إلى أخذ تحذير احتمال حصول عمليات إرهابية في سيناء على محمل الجد، وببساطة عدم السفر إلى هناك في الوقت القريب. أنا واثق من أنه ستأتي أوقات سيكون من الممكن التنزه فيها هناك بحرية، لكن هذا ليس وقت ذلك. أنا أدعو الإسرائيليين في سيناء إلى العودة من هناك إلى إسرائيل وعدم الذهاب إلى هناك في هذه الأيام وفي الأعياد المقبلة». وأضاف أن «التهديدات الحادة تتصاعد وأصبحت واقعية».
وخلال مشاركته في دورة تدريب ضبّاط برفقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي، حذر باراك دولاً ومنظمات في دول مجاورة لإسرائيل من خوض حرب عليها. وقال: «لا أنصح جيراننا بامتحاننا». وأضاف: «إننا الدولة الأقوى في المنطقة، لكن من المؤكد أن من شأن الخبرات التي يحصل عليها قادة الجيش في دورة الضباط أن تكون محل امتحان في السنوات القريبة المقبلة إذا ما فُرضت علينا حرب».
وأضاف باراك، مخاطباً الضباط: «أنتم تنتمون للجيش الذي لا يستطيع أن يسمح لنفسه إلا أن ينتصر في كل معركة وحرب، وقد تحدث أخطاء عسكرية هنا وهناك، ولا شيء في الحرب سيكون شبيهاً بما يجري هنا أو في مناورات أخرى. لكن ما تكتسبونه من خبرات هنا يمنحكم أدوات».
وتابع باراك: «أنتم أفضل من أولئك الموجودين في الجانب الثاني، والمقاتلون أفضل والعتاد العسكري أفضل، والتدريب كذلك، ورغم ذلك فإن هذا ليس لعبة، وعليكم أن تدركوا أنه لا شيء مقبول بالنسبة إليكم باستثناء إنهاء المهمة».
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد تناولت بكثرة تقارير مشاركة قوات الأمن المصرية في عمليات المطاردة وراء «خلية حزب الله» المزعومة. وفيما استند العديد من التقارير الإعلامية إلى ما أوردته صحف مصرية في هذا المجال، ذكرت «هآرتس» أن المطاردة المصرية تجري في أعقاب توجيه نُقل إلى القاهرة من تل أبيب.
وقالت «هآرتس» إن التحذيرات الصادرة عن هيئة مكافحة الإرهاب هي استثنائية من حيث تفصيل المعلومات الورادة، ما يدل على خطورة القلق في إسرائيل. ونقلت عن رئيس هيئة مكافحة الإرهاب، العميد (في الاحتياط) نيتسان نوريئل، قوله: «هذه المرة الأولى التي نرى فيها استعداد حزب الله لخطف إسرائيليين في سيناء».
كذلك نقلت «هآرتس» عن العميد في الاحتياط، ألكنا هرنوف، من هيئة مكافحة الإرهاب، قوله إن «قلقنا الأساسي هو حيال إسرائيليين موجودين في منطقة السواحل، حيث يتركز التحذير هناك». كذلك عبّرت مصادر أمنية في إسرائيل عن قلق من احتمال أن يُختطف إسرائيليون، يتوجهون للعب القمار في سيناء، وخصوصاً في طابا. ومن بين المقامرين، هناك رجال أعمال وضباط كبار في الاحتياط يمكن أن يكونوا هدفاً مهماً للخطف.
وفي السياق، ذكر المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أن حزب الله، ومن خلفه إيران وسوريا، يسعون لتنفيذ هجمات على إسرائيليين انتقاماً لثلاث هجمات يتهمون تل أبيب بتنفيذها في دمشق، التي رأى هرئيل «أنها لم تعد مكانا آمناً للإرهابيين». وهذه العمليات هي، قصف منشأة دير الزور في سوريا، ثم اغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية، فيما العملية الثالثة هي اغتيال الجنرال محمد سليمان في مدينة طرطوس.
وأشار هرئيل إلى أنه «بالنسبة إلى العملية الأولى، فقد تم النشر، متأخراً، أن إسرائيل هي المسؤولة عن تنفيذها، فيما تهربت عن إعطاء رد بخصوص العملية الثانية ونفت بشدة أي علاقة مع العملية الثالثة، لكن بنظر الطرف الثاني فإن الردود الإسرائيلية ليست مهمة».
وأضاف الكاتب أنه «بالأمس أضيف حدث آخر غامض لهذه القائمة؛ فقد نشر موقع إلكتروني سوري معارض أنه اغتيل سكرتير القيادي في حماس خالد مشعل في مدينة حمص، وليس معروفاً من يقف وراء هذا العمل، لكن بات واضحاً تماماً أن سوريا لم تعد ملجأً آمناً للإرهابيين».
ويشير هرئيل إلى أن المؤسسة الأمنية تسرب في الآونة الأخيرة معلومات مقتضبة لوسائل الإعلام المحلية بشأن خطط حزب الله لتنفيذ هجمات على أهداف إسرائيلية مع التركيز على اختطاف إسرائيليين، أمنيين ومدنيين.
وتطرق هرئيل إلى إعلان باراك الأسبوع الماضي إحباط عمليتين لحزب الله في الخارج، فرأى أن «أقوال وزير الدفاع تعني أن إسرائيل أخذت تطلع أجهزة استخبارات أجنبية على معلومات بحوزتها» وأن «إسرائيل أصبحت تبادر للقاء الخصم في الخارج ولا تنتظر وقوع هجوم فيها». وأضاف أن «ما يحدث في هذه الأيام في أماكن عديدة في أنحاء العالم هو ليس أقل من هجمة إحباط (عمليات) إسرائيلية، وهناك سلسلة نجاحات تثير الإعجاب وتمنع في هذه الأثناء انتقاماً مدوياً من جانب المنظمة اللبنانية». وأضاف أنه «لا يزال مستهلك الإعلام العادي يجلس في الظلام، فهذا فيل كبير للغاية ونحن بالكاد نتحسس ذيله وخرطومه». وقال هرئيل إن الخطط الانتقامية لحزب الله تشمل العالم كله وتم النشر حتى الآن عن تحذيرات استخبارية وإشارات لوجود نشاط لحزب الله في وسط آسيا وفي «دول إسلامية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل». لكنه أشار إلى أنه «على الرغم من ذلك، يوجد فيها ضباط إسرائيليون متقاعدون كبار»، وعند الحدود الإسرائيلية ـــــ اللبنانية وفي سيناء وغرب أفريقيا وكندا وأميركا الجنوبية.
وأضاف هرئيل أن التهديدات متنوعة وتشمل عمليات اختطاف وعمليات تفجيرية في سفارات إسرائيلية ومحاولة إسقاط طائرة إسرائيلية واغتيال مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين.
وكتب أن «إسرائيل أصبحت مطلعة اليوم بشكل أفضل، بمساعدة الأرجنتين، على العمل الذي قام به حزب الله وإيران في هجومي بوينس آيريس عامي 1992 و1994، وعندما نعرف كيف استعان حزب الله بدبلوماسيين إيرانيين وبجاليات مهاجرين شيعية من لبنان يصبح أسهل الاستعداد لإحباط عمليات».
وأضاف الكاتب أن إسرائيل تفترض أن حزب الله يخطط لتنفيذ هجمات، وأنه لن يكتفي بهجوم واحد «وخطورة التهديدات أدت، بصورة استثنائية، إلى إسقاط أسوار استخبارية في إسرائيل التي أصبحت تعمل بتنسيق وثيق وتتبادل المعلومات في ما بينهم».
(الأخبار، يو بي آي)