غزة ــ قيس صفديحسمت حركة «حماس»، أمس، خلافها مع عائلة دغمش، بفرض سيطرتها الكاملة على معقل العائلة في حي الصبرة في مدينة غزة، عقب اشتباكات مسلحة دامية أدّت إلى مقتل عشرة من مسلّحي العائلة بينهم طفل، وشرطي، وإصابة نحو 40 آخرين. ونجحت قوات من الشرطة التابعة للحكومة، التي تقودها حركة «حماس» في غزة، بعد اشتباكات عنيفة استمرت لأكثر من 17 ساعة، في فرض سيطرتها على «المربع الأمني» الذي تقطنه عائلة دغمش وعناصر تنظيم «جيش الإسلام». وضربت الشرطة حصاراً محكماً على المربع السكني للعائلة والطرق المؤدية إليه، وأخضعت الداخلين إليه والخارجين منه للتفتيش والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية، قبل أن تلجأ إلى القوة المسلحة بعد رفض تسليم ثلاثة من «قتلة» الشرطي عبد الكريم خزيق، الذي قتل أول من أمس برصاص مطلوبين من عائلة دغمش احتموا في المربع الأمني لعائلتهم. وأعلن المتحدث باسم الشرطة، الرائد إسلام شهوان، عن انتهاء الحملة الأمنية ضد من وصفهم بـ«المنفلتين» من عائلة دغمش، وقال إن «الشرطة لن تسمح بإقامة مربعات أمنية في قطاع غزة تؤرّق أمن المواطن وتنغّص عليه عيشته».
وشدد شهوان، في مؤتمر صحافي، على أن «الشرطة لن تسمح لأحد بالخروج على القانون مهما كان صيته أو حمولته أو تنظيمه، وأن القانون سيسري على الجميع». وأشار إلى أن «الحملة الأمنية أدّت إلى استشهاد أحد عناصر قوات التدخل وحفظ النظام (يدعى سامح محمود الناجي)، ومقتل 9 آخرين شاركوا في إطلاق النار على الشرطة أثناء قيامها بعمليات الاعتقال للمطلوبين، منهم ثلاثة مطلوبين للشرطة والقضاء على خلفية قتل عناصر من الشرطة»، ومقتل طفل رضيع في عامه الأول.
وكشف شهوان أن عدداً من «المنفلتين» الذين قتلوا خلال «الحملة الأمنية» كان لهم دور في خطف الصحافي الإسكتلندي، ألان جونستون، في غزة قبل نحو عامين، وإطلاق النار على بعض السفارات وقتل مواطنين دون ذنب. وقال شهوان إن 40 شخصاً أصيبوا، منهم 10 من أفراد الشرطة و30 من مسلّحي عائلة دغمش، لافتاً إلى اعتقال 15 شخصاً، عدد منهم من المتورطين في قضايا جنائية، فضلاً عن ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والقنابل التي تستخدم في أعمال خارجة على القانون.
وعلى النقيض من نشوة النصر التي بدت ظاهرة لدى شهوان وعناصر «حماس» في غزة، دان المتحدث باسم حركة «فتح» في الضفة الغربية، فهمي الزعارير، «مجزرة حماس وعصاباتها بحق آل دغمش». وقال، في تصريح صحافي، «هذا العيب والخزي الذي تمارسه حماس في رمضان المبارك، دليل قاطع آخر على أنها (حماس) تجرّدت من كل القيم الدينية والآدمية».
ورأى الزعارير «أن حماس، وهي تستخدم الأسلحة المتوسطة، من هاون وقذائف آر بي جي وصواريخ محلية، في وجه المواطنين، تثبت مدى تهاونها في حرمة الدم الفلسطيني الذي استباحته منذ زمن بعيد، وتوغل فيه يومياً عبر ميليشياتها العسكرية التي تحولت إلى عصابات وقطاع طرق».
وفي سياق منفصل، ‏كشف مسؤول في الحركة الإسلاميّة عن أن الآلاف من أعضاء «حماس» أدلوا بأصواتهم في اقتراع داخلي سري في قطاع غزة، أعاد انتخاب زعماء الحركة البارزين. وقال إن الاقتراع السرّي جرى الشهر الماضي، مشيراً إلى اعتبارات أمنية وراء قرار إبقائه سراً. وأضاف أن «الانتخابات كشفت عن الوجه الرائع للديموقراطية داخل حماس». وتابع «أهدافنا واضحة، وسياستنا لا تتغير، وهي لا اعتراف بإسرائيل».
وذكر مسؤولون في «حماس» أن بعض الزعماء المخضرمين فقدوا مقاعدهم في مجلس الشورى لمصلحة مرشحين أصغر سناً، لكن كبار القيادات مثل إسماعيل هنية ومحمود الزهار وسعيد صيام انتخبوا مجدداً في الجهاز الذي يضع السياسات وفي المكتب السياسي.