مهدي السيّدانتهى أمس اليوم الانتخابي الإسرائيلي الطويل لاختيار رئيس جديد لحزب «كديما»، بعد 12 ساعة ونصف الساعة من انطلاقه. افتتحت صناديق الاقتراع عند العاشرة صباحاً وأغلقت عند العاشرة والنصف ليلاً، بعد تمديده نصف ساعة إضافيّة، وسط إقبال متقطّع وخجول حتى ساعات المساء.
وتركزت المنافسة بين وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي تمنحها استطلاعات الرأي فرص الفوز، ووزير المواصلات شاؤول موفاز الذي يملك سيطرة على قاعدة الحزب ولديه علاقات واسعة مع من يُعرفون بمقاولي الأصوات. كما تنافس على رئاسة الحزب كلّ من وزير الداخلية مئير شطريت، ووزير الأمن الداخلي آفي ديختر. وكانت ليفني قد استبقت الانتخابات بتأدية الصلاة عند حائط البراق، فيما حضّ منافسها موفاز أتباعه على حرث فروع الحزب وإحضار أكبر عدد من المصوّتين لمصلحته إلى صناديق الاقتراع. وشهدت العملية الانتخابية العديد من الإشكالات بين أنصار المرشحين في أكثر من مكان، وصل بعضها إلى تقديم شكاوى لدى الشرطة بسبب أعمال تزوير ودفع رشى.
ومع بقاء نسبة الاقتراع دون المستوى، إذ كانت حتى ساعات بعد الظهر في حدود 25 في المئة، وهو ما يعدّ في مصلحة موفاز، طلبت ليفني تمديد فترة الاقتراع ساعة، ودعمها بذلك ديختر، إلا أن موفاز وشطريت اعترضا، ما دفع رئيس اللجنة الانتخابية إلى تمديد الاقتراع نصف ساعة كحلّ وسط بين الطرفين. وبدا أن التمديد جاء في مصلحة ليفني، إذ وصلت نسبة المقترعين إلى 43 في المئة عند الساعة التاسعة من مساء أمس.
وكان رئيس الحكومة، إيهود، أولمرت قد أدلى بصوته في القدس المحتلة، ولم يُكثر من الكلام مع المراسلين، ولم يكشف عن هوية مرشّحه المفضّل. ورداً على سؤال عمّا إذا كان يعتزم الاستقالة، قال «سنلتقي مجدداً».
بدورها، أدلت ليفني بصوتها في تل أبيب، وقالت «أنا أدعوكم للخروج من البيت وللتصويت بحسب إيمانكم لا بحسب ما يقولونه لكم». ووجهت ليفني انتقاداً مبطّناً إلى خصمها الرئيسي، موفاز، الذي قام بحسب مقرّبين منها بتركيز حملته في الأسابيع الأخيرة على عملية التصويت الجماعية، ولا سيما عبر لجان العمال الكبيرة.
وقالت ليفني «لورقتي قيمة موازية لقيمة ورقة كل واحد من أعضاء كديما. كل واحد قادر على صنع التغيير. أنا أدعو الجميع إلى التصويت، وتحديد صورة كديما، وإظهار أنهم سئموا فعلاً من السياسة السابقة». وأضافت «ليمارس كل واحد حقّه في التصويت، وليفكر بما هو جيّد لإسرائيل، وستكون لنا سياسة جديدة هذا المساء». وختمت بالقول «سأنتصر في هذه الانتخابات». أما موفاز، فأدلى بصوته في كفر سابا، وقال لأنصاره إنه يشعر بحالة ممتازة. ورداً على سؤال عن تمسّكه بتقديره بالفوز، أجاب: «انتظروا النتائج الحقيقية وسترون».