دمشق ــ الأخبارأعلنت دمشق أمس تأجيلاً ثانياً للجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، بطلب من الدولة العبرية.
وقال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس في دمشق أمس، «كان من المفترض للجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة أن تتم غداً (اليوم الخميس)، غير أن الجانب الإسرائيلي طلب تأجيلها وقد تأجلت». ولفت إلى أن سوريا تريد «بناء قاعدة صلبة تؤهل لمفاوضات مباشرة بغضّ النظر عن نتائج الانتخابات الداخلية لحزب كديما». وأكد «عندما تكون إسرائيل جاهزة للسلام، فنحن جاهزون».
وبحسب مصادر سورية، كان من المنتظر أن يتلقّى السوريون، خلال هذه الجولة، رد الإسرائيليين على النقاط الست التي أودعها الجانب السوري لدى الوسيط التركي في ما يخص تحديد خط الحدود بين الجانبين. وتصر دمشق على التزام إسرائيل بخط الرابع من حزيران لعام 1967 كأساس للتفاوض المباشر منذ بدأت العملية السلمية في مدريد، فيما تل أبيب تطرح الانسحاب لغاية خط عام 1923 الذي وضعه الانتدابان البريطاني والفرنسي.
وفي المؤتمر الصحافي، نفى الوزير الإسباني أن يكون قد حمل رسالة من الإسرائيليين إلى السوريين. وقال إنه «لا حاجة لذلك، فهناك اتصالات غير مباشرة بين الجانبيين عبر تركيا».
ورداً على سؤال عن استعداد إسبانيا لاستضافة المفاوضات المباشرة السورية ـــــ الإسرائيلية كما سبق واستضافت محادثات السلام في مدريد، قال موراتينوس إن بلاده «مستعدة دائماً للمساعدة». وأضاف إن «الأمور تسير حالياً خطوة خطوة. وستقرر مختلف الأطراف والأسرة الدولية، عندما يحين الوقت، ما إذا كانت ترغب في مؤتمر سلام شامل». وكان موراتينوس قد عبّر خلال لقائه مع الرئيس السوري، بشّار الأسد، عن دعم بلاده للمفاوضات غير المباشرة، منوّهاً بجدية سوريا بهذا الصدد والتزامها بكل ما من شأنه تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فيما أكد الأسد على «أهمية مرجعية مؤتمر مدريد في مباحثات السلام والالتزام بها وبالقرارات الدولية ذات الصلة».
وفي القدس المحتلة، أقرت مصادر رفيعة المستوى في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، بأن إسرائيل طلبت إرجاء الجولة الخامسة من المفاوضات لـ«أسباب بيروقراطية». وأوضح أن «سبب إرجاء المحادثات هو عدم انتهاء التدقيق الذي تجريه وزارة العدل الإسرائيلية حول استمرار ترؤس المستشار السابق لأولمرت، يورام طوربوفيتش، لوفد المفاوضات الإسرائيلي بعد استقالته من منصبه».
كما أكد مسؤول في الحكومة التركية أن إسرائيل طلبت التأجيل. وقال «نأمل ونعتقد بأن يكون هذا مؤقتاً فقط لا دائماً».