محمد زبيبرئيس لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النيابية، نائب الأمة، الذي ترأس في يوم من الأيام النادي الثقافي العربي، وحمل الهموم القومية، محمد قباني، هاله أن يتخذ وزير الطاقة والمياه ألان طابوريان قراراً بمساواة اللبنانيين في الظلم الكهربائي، عبر إلغاء التمييز بين المناطق في برنامج التقنين، وهو ما يطالب به أكثر من 3 ملايين مقيم خارج بيروت الإدارية... فأقام الدنيا ولم يقعدها، بالتعاون مع زملائه في جوقة أناشيد الفتنة (والفتنة أشد من القتل) التي لم تعد تجيد إلا ترنيمة «بيروت لنا» وليست لأهلها اللبنانيين الذين اختاروها عاصمتهم، منذ أن كان لبنان وكان لا بد من أن يكون له عاصمة.
رفض نائب الأمة (وزملاؤه) مساواة اللبنانيين، كهربائياً على الأقل، وليس في ذلك حرج، فهو واحد من أولئك القادمين من كوكب «زحل»، بحسب تعبير النائب وليد جنبلاط، الذين يقاومون أي تغيير أو إصلاح في كل المجالات، بما في ذلك إصلاح سجلّات النفوس التي تكرّس الفرز المذهبي لدواع انتخابية.
هذا النائب نفسه الذي يفترض أن يقاوم التمييز بين اللبنانيين من موقعه في البرلمان، لا يترك مناسبة إلّا ويتحدث فيها عن واقع الكهرباء المتردّي، وآخر خطاباته في ورشة العمل «الوطنية» ادّعى أنه حاول كثيراً أن يقدّم المساعدة، ولكن في مجال واحد فقط لا غير، بيع الكهرباء بأمها وأبيها إلى حفنة من المنتفعين الذين ينتحلون صفة «مستثمرين».
هكذا تكون المساعدة، يا بلا... تمييز وخصخصة!