مهدي السيّدرغم محادثات السلام غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، إلا أن حسابات الحرب مع دمشق لا تزال تشغل أذهان المخططين العسكريين في الدولة العبرية، الذين يرون أن أي حرب مقبلة مع سوريا لن تكون تقليديّة.
وفي هذا السياق، قال قائد الذراع البرية في الجيش الإسرائيلي، آفي مزراحي، إن «إسرائيل قد تواجه سلاحاً غير تقليدي في حربها المقبلة مع سوريا»، التي رأى أنها تملك جيشاً نظامياً كبيراً ومجهّزاً، محذراً من أن الجيش الإسرائيلي الذي يتدرّب بكثافة بعد حرب 2006، لا يتدرب كفاية لمواجهة التحديات المقبلة.
وأضاف مزراحي، في كلمة ألقاها أمس في مؤتمر عسكري بعنوان «المناورة البرية في القرن الواحد والعشرين»، أن «تحديات غير عادية تنتظر الجيش الإسرائيلي على الجبهة. إذ عندما نتحدث عن الجيش السوري، فنحن نتحدث عن جيش نظامي، كبير ومجهّز ومدرّب، إلى جانب معطيات حسية تشير إلى وجود قوات تعمل لديه بأسلوب حرب العصابات، بل قد تكون المواجهة أيضاً مع مواد كيميائية».
وشدد مزراحي على أن المواجهة مع الجيش السوري تتطلب «قتالاً في وقت واحد من جانب كل وحدات الجيش الإسرائيلي، سواء على مستوى الجبهة نفسها أو على مستوى العمق في الجبهة الداخلية»، مشيراً إلى وجوب «تدمير قسم مهم من جيش العدو قبل وصولنا إليه. وإذا نجح سلاح الجو في منع فيلق من الوصول إلى الجبهة، وكذلك تدمير قسم من قوات الإسناد، فسيساعد ذلك القوات (الإسرائيلية) التي ستصل إلى الجبهة لتحتكّ بالقوات السورية».
ورغم الاستعداد الذي دعا إلى مراعاته في الحرب المقبلة، شدد مزراحي على «وجوب اعتماد المناورة الواسعة الانتشار، مع وجوب بناء القدرة على مواجهة حقيقية»، مشيراً إلى «أن الجيش السوري يعرف قسماً من قدرات الجيش الإسرائيلي، سواء على صعيد سلاح الجو أو سلاح البر».
ولم يستبعد الجنرال الإسرائيلي «إمكان استخدام السلاح الكيميائي في الحرب المقبلة، ونحن نعطي أهمية لذلك، وهو تحدّ عملياتي على الجبهة السورية». وبحسب مزراحي، يجب العمل على «إبقاء المناورة سرية في المعركة، ويجب الخروج إليها بشكل غير علني ومموّه جداً، سواء من ناحية العدو نفسه، أو من ناحية وسائل الإعلام». وعن التدريبات التي يجريها الجيش الإسرائيلي، أشار مزراحي، المسؤول أيضاً عن التدريبات في الجيش، إلى أنه «سُجّل ارتفاع في نطاق التدريب منذ انتهاء حرب لبنان الثانية، لكن الوضع غير كامل، إذ إننا نتدرب للحفاظ على الجهوزية، لكننا لا نتدرب كفاية، ويجب علينا أن نزيد من وتيرة التدريبات ونوعيتها لمحاكاة ساحة المعركة بواقعية أكثر، لأن علينا أن نقطع أميالاً طويلة للوصول إلى قدرات جيدة».
وتأتي تصريحات مزراحي بعد أقل من أسبوعين على تصريحات أطلقها سلفه الأسبق في المنصب، الجنرال موشيه سوكينيك، الذي حذر من عدم جهوزية القوات البرية في الجيش. كما كان القائد السابق للفيلق الشمالي في الجيش الإسرائيلي، اللواء في الاحتياط، أيال بن رؤوفين، قد انتقد التنسيق بين سلاحي البر والجو الإسرائيليين خلال حرب لبنان الثانية، واصفاً إياه بأنه «كان فاشلاً للغاية».