strong>الاحتلال ينصب كمائن وحواجز ويعيد إطلاق رادار لمراقبة المصلّينلا يعدم الفلسطينيون وسيلة للالتفاف على إجراءات القمع والمنع الإسرائيلية. وأحد هذه الأساليب سلوك الدروب الوعرة والخطرة والمخيفة للوصول إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة، لإبقاء الوجود الفلسطيني حاضراً فيها رغم هجمات التهويد التي لا تنتهي

القدس المحتلة ــ أحمد شاكر
لم تفلح محاولات سلطات الاحتلال في منع الفلسطينيين من التوجّه إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة، حتى وإن كان الوصول فيه الكثير من المخاطرة في التعرض لرصاص الاحتلال.
رزق التايه (32 عاماً)، من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، سلك طرقاً وعرة للوصول إلى المسجد الأقصى وأداء الصلاة في الجمعة الثالثة من رمضان فيه. وعلى الرغم من كل التشديدات والإجراءات الأمنية الإسرائيلية، إلا أن التايه والعديد من الذين تقلّ أعمارهم عن خمسين عاماً وتمنعهم الدولة العبرية من دخول القدس، تمكنوا من الوصول.
وقال التايه، لـ«الأخبار»، إنه «صلّى الفجر في طولكرم وقرر أن يصلي الجمعة في المسجد الأقصى، ولم يخش كل الإجراءات الإسرائيلية، وبالفعل وصل مع انطلاق أذان الظهر إلى الأقصى». وأوضح أنه «لم يخش الاحتلال والمستوطنين خلال سلوكه الطرق الوعرة». وأشار إلى أنه نسي وجع قدميه وسار لمسافة كبيرة عبر حواجز ملتوية وطرق ترابية، موضحاً أنه «لمس إصراراً فلسطينيّاً على الصلاة في المسجد رغم كل المضايقات الإسرائيلية».
وأمّ القدس في الجمعة الثالثة من رمضان، عشرات الآلاف من المواطنين الذين جاؤوا من مختلف مناطق القدس وضواحيها وبلداتها وقراها، ومن داخل أراضي عام 1948، ومن كبار السن من أبناء محافظات الضفة الغربية ممن تمكّنوا من استصدار تصاريح إسرائيلية.
وكانت سلطات الاحتلال قد بدأت منذ منتصف الليلة قبل الماضية بنصب الكمائن والحواجز العسكرية والشرطية في مختلف أنحاء المدينة، ونشرت الآلاف من عناصر وحداتها الخاصة وحرس حدودها وشرطتها، وخصوصاً في محيط المعابر والحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسية لمدينة القدس، وفي محيط البلدة القديمة فيها، وعلى بواباتها، وبوابات المسجد الأقصى، فضلاً عن إغلاق وسط المدينة، والشارع الرئيسي الموازي والمحاذي لسور القدس، والممتد من حي المصرارة وباب العمود مروراً بشارع السلطان سليمان وبابي الساهرة والأسباط، وصولاً إلى منطقة باب المغاربة ووادي حلوة، التي أغلقتها سلطات الاحتلال بالكامل ومنعت سكان حي سلوان والثوري من دخولها.
وتضاعفت الإجراءات الإسرائيلية هذه الجمعة، بدءاً من تشديد إجراءات التفتيش على المعابر والحواجز، وتكثيف الوجود العسكري فيها وفي محيطها، ولا سيما معبر قلنديا العسكري، شمال القدس.
وشملت الإجراءات الاسرائيلية الدفع بعدد من الكلاب البوليسية للمساعدة في تفتيش مركبات المواطنين والحافلات التي تنقل المُصلّين؛ الأمر الذي أثار غضب المواطنين بشدة، وكذلك تسيير دوريات عسكرية راجلة ومحمولة وخيّالة في المدينة، فيما دوريات الاحتلال لم يهدأ لها بال منذ ساعات الليل وهي تقوم بتمشيط المنطقة المحاذية لمقاطع جدار الفصل العنصري الملتفّ على رقبة القدس، في محاولة لمنع أي محاولة اجتياز للجدار، كما تم نشر عدد من جنود وشرطة الاحتلال على مقبرتي اليوسفية والرحمة في باب الأسباط، وعلى أسوار القدس وأسطح العديد من منازل المواطنين المقدسيين.
وأعادت إسرائيل نصب المنطاد الراداري البوليسي في سماء المدينة المقدسة، إضافة إلى طائرة مروحية لمراقبة المُصلّين، في الوقت الذي أجبرت فيه سلطات الاحتلال السائقين على توقيف مركباتهم وحافلاتهم في مناطق بعيدة عن محيط أسوار القدس والمسجد الأقصى، ولم يراعوا كبار السن من النساء والرجال والطقس الحار، ما اضطرهم إلى السير على الأقدام لمسافات طويلة وشاقة.

(رويترز)