مع استقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، بدأت وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، سباقاً مع الوقت في مهمة لن تكون سهلة لإعادة تجميع الائتلاف وتأليف حكومة جديدة، وسط شروط لبعض الأحزاب الإسرائيلية وتردّد البعض الآخر
يحيى دبوق
لم تنتظر تسيبي ليفني تكليفها رسمياً من جانب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، وبدأت إجراء مشاوراتها مع عدد من قادة الأحزاب الإسرائيلية، إلا أنها أعلنت تأييدها لإبقاء الائتلاف الحكومي على شكله الحالي، الذي يضم إضافة إلى حزب «كديما»، كلّاً من حزب «العمل» وحزب «شاس» للمتديّنين الشرقيين، وحزب المتقاعدين. لكنها أعلنت في الوقت نفسه، أن «تنظيم انتخابات مبكرة لا يخيف كديما».
وكانت ليفني قد أوضحت خلال جلسة لوزراء «كديما» أنها تعطي الأولوية لتأليف حكومة مستقرة يُفضّل أن تكون حكومة وحدة، محذرة من الذهاب نحو انتخابات مبكرة «إذا تبيّن خلال وقت قصير تعذّر ذلك». وتوجّهت ليفني إلى بقية الأحزاب «التي تدرس احتمالات تنامي قوة كديما أو ضعفه» بالقول إن الحزب «سيواصل قيادة الدولة»، داعية إلى تقديم مصلحة دولة إسرائيل و«العمل بسرعة، في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية غير البسيطة التي تمثّل أمامنا، من أجل تأليف حكومة مستقرة في إسرائيل، والأفضلية لحكومة وحدة».
وجاءت تصريحات ليفني في وقت اجتمع فيه وزير الدفاع الإسرائيلي رئيس حزب «العمل»، ايهود باراك، برئيس حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو، وتباحثا في تأليف حكومة «طوارئ وطنية». وبحسب المعلقين الإسرائيليين، فإن الاثنين قلقان من وصول ليفني إلى الحكم وإمكان تعزيز حضورها وشعبيتها بين الإسرائيليين، ما يفسح المجال أمام حزب «كديما» للمنافسة بقوة في حال إجراء الانتخابات العامة.
وقالت مصادر مقرّبة من ليفني، إنها ستجتمع في الأسبوع الحالي بنتنياهو، ويتوقع أن تعرض عليه حقيبة المالية أو الخارجية، مشيرة إلى أنها «ستثير معه التهديدات الأمنية التي تواجه إسرائيل من جانب إيران، والتي تقلقه كثيراً، وتطلب منه أن يتسامى على الاعتبارات السياسية وأن ينضم إلى حكومة طوارئ وطنية برئاستها».
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية، أمس، عن نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، متان فيلنائي، المقرب من باراك، قوله إن الأخير «لا يزال متردداً من جدوى تنظيم انتخابات مبكرة فيما يتصدر الليكود استطلاعات الرأي»، إلا أن الوزير بنيامين بن اليعزر من حزب «العمل»، أشار إلى أن باراك «أخبر ليفني موافقته على الائتلاف معها، إذا ما قدّر للائتلاف الحكومي البقاء حتى موعد الانتخابات المقرر إجراؤها عام 2010».
وقالت مصادر في حزب «العمل» إن تقديرات باراك تشير إلى أن «الليكود» لن ينضم في أي حال من الأحوال لحكومة برئاسة ليفني. وأضافت إن «باراك يخشى أن يكون مخطط ليفني هو تأليف حكومة لأشهر والتوجه للانتخابات العامة في موعد مريح لها، الأمر الذي من شأنه أن يمس بفرص حزب العمل بالفوز».
في المقابل، يكثف نتنياهو جهوده للحؤول دون تأليف حكومة برئاسة ليفني، ومن أجل ذلك التقى، برفقة عدد من كبار مسؤولي الحزب، الزعيم الروحي لحركة «شاس»، الحاخام عوفاديا يوسف، من أجل إقناعه بضرورة الذهاب إلى الانتخابات «حفاظاً على سلامة القدس»، وتحقيقاً «للاستقرار السلطوي والأمني».
من جهة أخرى، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن ليفني حدّدت الفترة الزمنية التي في نيتها تخصيصها لتأليف حكومة برئاستها. ونقلت عنها قولها لمقربين إنها ترغب في إنهاء هذه العملية خلال أسبوع ونصف أسبوع أو أسبوعين، وفي حال عدم نجاحها بتحقيق ذلك، فإنها ستعلن التوجه لانتخابات عامة مبكرة.