توقّع فرنسا مع مصر بعد غد الاثنين أول عقد لها لتصدير فخر صناعاتها الدفاعية، طائرات «رافال» المقاتلة التي تنتجها «داسو افياسيون»، لتُباع 24 منها إلى القاهرة، ما يشكل نجاحاً يطوي صفحة سنوات من الآمال الخائبة.وصرح الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، مرحباً بهذا «النجاح»، في بيان، قائلاً إن «طائرة رافال المقاتلة فازت بأول عقد للتصدير». وأضاف أن «التوقيع سيكون في 16 شباط في القاهرة. طلبت من وزير الدفاع جان-ايف لودريان التوقيع باسم فرنسا».
وتابع هولاند قائلاً إن «هذه التجهيزات ستتيح لمصر تعزيز أمنها وأداء دورها الكامل في خدمة الاستقرار الإقليمي».

وقال إن «الدولة كانت ضالعة بالكامل في هذه المفاوضات وعبر تدخلها أتاحت إبرام العقد»، فيما أعلنت وزارة الدفاع أن توقيع العقد سيكون مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
من جهته، رد وزير الدفاع الفرنسي، جان ايف لو دريان، أمس، على الانتقادات التي طاولت بيع مقاتلات «رافال» لمصر، وخصوصاً من جانب منظمات غير حكومية نددت بـ»قمع غير مسبوق منذ ثلاثين عاماً» في هذا البلد. وصرّح لو رديان للصحافيين رداً على سؤال عن هذه الانتقادات، قائلاً: «وفق معلوماتي، جرى انتخاب الرئيس (المصري عبد الفتاح) السيسي من الشعب، ومن جهة أخرى فإن البلد سيشهد قريباً انتخابات تشريعية». وسيتوجه لودريان الاثنين إلى القاهرة لتوقيع هذا العقد.
ويشمل العقد 24 مقاتلة «رافال» وفرقاطة متعددة المهمات تصنعها مجموعة إدارة الصناعات البحرية (دي سي ان اس) لقاء 5,2 مليارات يورو.
وهذه الطائرة المقاتلة رأس حربة الدفاع الفرنسي، لم تجد شارياً من قبل في الخارج رغم استخدامها في عدة عمليات (افغانستان وليبيا ومالي والعراق). واطلق برنامج «رافال» في 1988 وكانت اول رحلة تجريبية في 1991، فيما خرجت اول طائرة «رافال» من السلسلة المخصصة لسلاح الجو الفرنسي من المصانع عام 1998.
ويأتي هذا العقد بعد فشل ست محاولات لتصدير هذه المقاتلة منذ بدء استخدامها في الجيش الفرنسي في 2004. وفي 2002 و2013، اختارت هولندا وغيرها من الدول التي تشتري عادة من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وسنغافورة مقاتلات اميركية.
وفي 2013 أيضاً، وضعت البرازيل حداً لاكثر من عشر سنوات من المفاوضات والتأجيل مفضلة مقاتلة «غريبن ان جي» السويدية على «رافال» و»اف ايه 18 سوبر هورنت» من تصنيع بوينغ الاميركية لقاء 4,5 مليارات دولار.
وخسرت فرنسا في 2007 عقداً مع المغرب لبيع 24 مقاتلة «رافال» بعدما فضلت المملكة شراء مقاتلة «اف-16» الأميركية، وذلك رغم الروابط التقليدية التي تربطه مع فرنسا.
وتم الاتفاق على العقد مع مصر خلال مهلة قياسية بلغت بالكاد ستة اشهر. وفي تشرين الثاني الماضي، اعلن السيسي خلال زيارة لباريس نيته شراء 24 مقاتلة «رافال» وفرقاطة. ثم عبّر عن رغبته في تسريع الأمور، ودعا لودريان الى استخدام المقاتلة ضمن مراسم تدشين قناة السويس الثانية في الثاني من آب.
وهذا النجاح الاول مهم لشركة «داسو افياسيون» وايضاً للحكومة الفرنسية التي ربطت ميزانية الدفاع ببيع المقاتلة للتصدير.
وكان رئيس مجلس ادارة «داسو افياسيون»، اريك ترابييه، قد لمّح أخيراً إلى أن دولاً أخرى في المنطقة يمكن أن تشتري المقاتلة. وقال ترابييه: «لدينا العديد من الزبائن الممكنين في الشرق الأوسط، والمفاوضات نشطة»، موضحاً أن «قطر مهتمة... وهذا ليس جديداً. وهناك دول أخرى في المنطقة مهتمة بالطائرة أيضاً. نحن مشاركون في منافسات أخرى. نحاول أيضاً الانطلاق في ماليزيا، وهي أبعد قليلاً. ماليزيا تراقب عن كثب ما نقوم به في الهند. كل بلد ينظر إلى منطقته، وهناك احتياجات حقيقية في هذا المجال».
ومن المعروف أن «داسو افياسيون» تخوض «مفاوضات حصرية» مع الهند لإبرام «عقد القرن» الذي ينص على تصنيع 18 مقاتلة في فرنسا و108 بترخيص في الهند. وعلاوة على الهند، تتفاوض فرنسا مع قطر حالياً لبيعها 36 طائرة «رافال». كذلك لا تزال المفاوضات مع الإمارات مستمرة منذ 2008، لكن الأمل بأن تفضي إلى اتفاق لم يتبدد بعد.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)