حديث السلطة عن حسم الانقسام الداخلي الفلسطيني بالقوة لم يعد حكراً على المسؤولين الأمنيين، بل بات على لسان السياسيين أيضاً، وإن جرى تلطيفه ليكون خياراً بديلاً عن الحوار
رام الله ــ أحمد شاكر
بعد تهديد قائد الأمن الوطني الفلسطيني في الضفه الغربية، ذياب العلي، باستخدام القوة لإنهاء سيطرة «حماس» على قطاع غزة، جاء أمس الدور على القيادي «الفتحاوي»، أحمد قريع، الذي رأى أن «هناك طريقتين لإنهاء الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة وهما المواجهة أو الحوار».
قريع استعرض، خلال مأدبة إفطار جماعي أقامتها «فتح» في مدينة رام الله، المرحلة التي تمرّ بها الحركة، مشيراً إلى أن فشلها في «الانتخابات التشريعية مثّل جرحاً عميقاً في القلب، إضافةً إلى الجرح الثاني الذي لا يزال ينزف وهو خسارة غزة». وشدد على أنها «لن تقبل أو تسمح بجرح آخر، فإن حدث فستكون عندها النهاية».
وتطرق قريع إلى الحوار الفلسطيني في القاهرة، حيث التقى أمس وفد من «فتح» مع المسؤولين المصريين. وقال «هناك ورقة ستقدمها مصر بعد عيد الفطر إلى جامعة الدول العربية ليجري بشأنها الحوار»، مطالباً «الشعب الفلسطيني وجميع فصائله بضرورة العمل لإنجاح هذه الفرصة لأن في ضياعها خسراناً للجميع ومكسباً لإسرائيل».
وأكد قريع أن «محاولة الطعن في شرعية الرئيس محمود عباس هي محاولة لتكريس الانقسام وليست في إطار قانوني بل تأتي في إطار سياسي»، معرباً عن معارضته لإثارة موضوع التاسع من كانون الثاني قبل إنهاء جميع المشكلات.
وبحكم توليه رئاسة وفد المفاوضات الفلسطيني، تحدث قريع عن المفاوضات مع إسرائيل، وأوضح أن الوضع على الأرض سيئ، وأن إسرائيل لم تفِ بتعهداتها في مؤتمر «أنابوليس» والمتعلقة بإزالة الحواجز، والاستيطان، وأن المستوطنات في ازدياد، والحواجز كما هي لم تتقلّص. وأعرب عن عدم تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام الحالي.
وفي إطار المناكفة الداخلية، داهم أفراد من قوات الأمن الفلسطينية، الليلة قبل الماضية، مكتب نائبة عن «حماس» في الضفة الغربية. وقالت النائبة، سميرة الحلايقة، إن «أفراد الأمن صادروا أجهزة كمبيوتر ووثائق واعتقلوا حارسها ثم أطلقوا سراحه». وذكر مسؤول أمني في الخليل أن الضباط صادروا منشورات ووثائق أخرى قال إنها «تحرّض على العنف ضد السلطة الفلسطينية».
من جهة ثانية، سيحاول نشطاء أجانب كسروا حصاراً بحريّاً تفرضه إسرائيل على قطاع غزة في آب الماضي، الإبحار مرة أخرى من قبرص إلى الأراضي الفلسطينية غداً الأربعاء. وقالت المتحدثة باسم حركة «غزة الحرة» ومقرها الولايات المتحدة، غريتا برلين، إن ما بين 20 و22 من النشطاء الأجانب، بينهم حائزة جائزة نوبل للسلام، يعتزمون أخذ أطباء وإمدادات طبية إلى غزة. وأضافت «سنعود لنواصل المشروع الذي بدأناه لمواصلة الإبقاء على وجود رابط بحري مفتوح مع غزة». وأوضحت أن ميرياد كوريجان ماغواير الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 1976 لجهودها الرامية لتحقيق السلام في إيرلندا الشمالية ستكون في الرحلة.
بدوره، قال رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار في قطاع غزة، النائب جمال الخضري، إن سفينة «كسر الحصار» الجديدة ستنقل النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي جمال زحالقة، ورئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية النائب مصطفى البرغوثي.
إلى ذلك، ذكر مركز الميزان لحقوق الإنسان أن عدد من قتلوا في حوادث عنف فلسطيني داخلي قد ارتفع منذ مطلع العام الجاري إلى 110 أشخاص، كما ارتفع عدد من توفّوا داخل أنفاق خلال الفترة نفسها إلى 29 شخصاً.