انحصرت التطورات العراقية أمس بالخلاف بين وزير التجارة فلاح السوداني والكتل السياسية المعارضة، بانتظار إثبات حكومة نوري المالكي جديتها في استيعاب مجالس الصحوات
بغداد ــ الأخبار
انسحبت كتل سياسية عراقية عديدة من جلسة مجلس النواب، أمس، بسبب عدم إدراج موضوع سحب الثقة عن وزير التجارة عبد الفلاح السوداني في جدول أعمال الجلسة، على خلفية ملف فساد مالي يلاحقه. وكان من المقرر أن يستضيف البرلمان وزير التجارة في جلسة يوم الأحد الماضي، بعدما وقّع طلب سحب الثقة عنه 107 نواب على خلفية 9 تهم وجّهها رئيس لجنة النزاهة في البرلمان، النائب عن كتلة الفضيلة صباح الساعدي، تتعلق بإهدار المال العام. إلا أنّ الجلسة لم تعقد بسبب ذهاب العديد من النواب لزيارة مدينة النجف في مناسبة ذكرى اغتيال الإمام علي.
وفي السياق، حمّل النائب عن الكتلة العربية للحوار الوطني، محمد الدايني، رئاسة الجمهورية «مسؤولية تعطيل الدور الرقابي والتشريعي لمجلس النواب، بالتواطؤ مع السلطة التنفيذية، لكونه الجهة المعنية مع السلطة التشريعية لمراقبة تطبيق بنود الدستور».
وتساءل الدايني: «أين تذهب أموال ميزانية العراق الحالية التي تبلغ نحو 70 مليار دولار في الوقت الذي ما زالت فيه البنى التحتية مهدمة والكهرباء معطلة والماء ملوثاً والخدمات مشلولة؟».
في هذا الوقت، أكّد السفير العراقي لدى الأردن، سعد جاسم الحياني، أنّ عمّان ستستضيف في تشرين الأول المقبل اجتماعاً لوزراء داخلية الدول المجاورة للعراق (العراق وتركيا وإيران وسوريا والسعودية والكويت والأردن، بالإضافة إلى مصر باعتبارها تضم مقر جامعة الدول العربية والبحرين التي كانت تترأس القمة العربية) للبحث في سبل إرساء الاستقرار في بلاد الرافدين.
وأشار الحياني إلى أنّ المؤتمر الذي سيكون السادس لوزراء داخلية دول الجوار، «سيبدأ في 20 تشرين الأول ويستمر لغاية 22 منه وسيبحث في جميع المواضيع المتعلقة بالشأن الأمني العراقي».
إلى ذلك، أشار نائب قائد القوات الأميركية في العراق، الجنرال لويد أوستن، إلى أنّ رئيس الحكومة نوري المالكي أكّد له أنّ حكومته ستبدأ بالفعل بدفع مرتبات 54 ألف عنصر من «مجالس الصحوة» في بغداد، بدءاً من الأسبوع المقبل، وهو ما وصفه أوستن بأنه سيكون «اختباراً مهماً وفرصة مناسبة للحكومة لإثبات التزامها الجدّي بالمصالحة الوطنية».
ميدانياً، قُتل جندي أميركي في جنوب بغداد، بينما سقط أكثر من 10 مدنيين في أعمال عنف متفرقة.