محمد وهبةالثقافة السائدة في لبنان لم تتغير بعد ولم تؤثر فيها أي من الأحداث السياسية «الكبرى» التي مرت في الأعوام السابقة، بل ربما زادتها «خبرة» واطّلاعاً على آلياتها ووسائلها وكيفية شرعنتها. فبحسب مصادر في نقابة أطباء الأسنان، تجري معركة انتخاب 3 أعضاء جُدد لنقابة بيروت وانتخاب نقيب في نقابة الشمال عبر أدوات المعركة التقليدية بـ«السلاح الأخضر» الذي لا يمكن مقاومة إغرائه إلا في حالة الانتماء إلى الخصم. هذه الحالة لم تنطبق في هذه المعركة، إذ تشير المصادر إلى أن كل جهة انتخابية تدفع رسوم الاشتراك المتوجبة للنقابة عن الأطباء المناصرين لها أو المحازبين معها وحتى المحايدين بينهم من أجل ضمان عدد من الأصوات يسهم في ربح المعركة الانتخابية. ووفق رواية عدد من الأطباء المطلعين فإن إحدى الجهات (المعركة بين قوى 14 آذار و8 آذار) «طوّرت» عملياتها الانتخابية وآليات تمويل مصاريفها، فحاولت الاستفادة من المقدرة المادية للطرف الثاني، وأوعزت إلى عدد من الأطباء المناصرين غير المحازبين للموافقة على أن تدفع عنهم رسم الاشتراك حتى تخفف عنها كلفة المعركة، ولكن الخصم تنبّه لهذه المحاولة وخرج منها بكلفة قليلة لا تتعدّى اشتراكات عدد محدود من الأطباء.
هذه الثقافة التي يمارسها الطرفان، لم تتغير لا بعد 7 أيار ولا قبله!