الرئيس الفلسطيني محمود عباس متمسّك بالمفاوضات رغم عدم التوصل إلى اتفاق نهاية العام الجاري. هذا ما قاله أبو مازن قبل ساعات من لقائه الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن، ورغم المؤشرات على عدم جديّة الإدارة الأميركية في الضغط على إسرائيل
واشنطن ــ محمد سعيد
نيويورك ــ نزار عبود
رام الله ــ أحمد شاكر
أكّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس تصميمه على مواصلة المفاوضات مع إسرائيل حتى وإن لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام هذا العام، وفق ما تعهّد به الرئيس جورج بوش وكبار مساعديه. وقال، خلال حفل إفطار أقامه مساء الأربعاء مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن نبيل أبو زنيد لأفراد الجالية الفلسطينية، إن «المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي شاقة وصعبة، ونحن جادون في الوصول إلى حل، قد لا يكون هذا العام». وأضاف «إذا لم نتوصل إلى حل هذا العام، فلن نيأس ولن نتردد ولن نتراجع، وسنستمر حتى نحقق السلام».
وقال أبو مازن «ليس لدينا خيارات كثيرة.. خياراتنا محدودة.. لا نريد العودة إلى طريق العمل المسلح وسنلتزم بالمفاوضات والوصول إلى السلام من خلالها». وأضاف «لقد مرت بنا سبع سنوات كانت صعبة للغاية، دمرت كل شيء، نريد أن نبني البلد ومؤسساته والبنية التحتية، ونحن جادون في ذلك».
وأعرب أبو مازن عن ارتياحه للقاء أبناء الجالية الفلسطينية، مؤكداً أن الوضع في الضفة الغربية بدأ يشهد تحسناً ملموساً. وقال «عندما تزورون الوطن الآن ستجدون الفرق.. الوضع الأمني في الضفة الغربية بدأ يستتب بنسبة 90 في المئة. هناك بعض التجاوزات، لكن الأمور تتحسن أكثر فاكثر، وهذا بفضل جهود أبنائنا لتوحيد الوضع الفلسطيني تحت شعار بندقية واحدة وقانون واحد». وأضاف «لن نسمح بوجود أيّ ميليشيا، مهما كانت، في الساحة. على الجميع أن ينصاع للقانون».
بدوره، أكد الرئيس الأميركي جورج بوش، خلال استقباله الرئيس الفلسطيني، في البيت الأبيض، أنه «متفائل» حيال فرص التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط قبل مغادرته البيت الابيض مطلع 2009. وقال لعباس «كما تعرف بقي لي أربعة أشهر في البيت الابيض وأنا متفائل لأن الرؤية التي عملنا أنت وأنا عليها ستتحقق، ووعدي الوحيد لك هو أنني سأواصل العمل بقوة».
في هذه الأثناء، جدّد رئيس وفد المفاوضات الفلسطيني، أحمد قريع، التلويح بخيارات فلسطينية بديلة في حال فشل المفاوضات. وقال «إنه إذا فشلت المفاوضات فشلاً كاملاً، فإن لدى الفلسطينيين خياراتهم النضالية والسياسية، ومنها العودة إلى خيار الدولة، ثنائية القومية، وهو خيار موجود في البرنامج السياسي الجديد لحركة فتح». وأشار إلى أن «الفلسطينيين يأملون في ألّا تغلق الإدارة الأميركية الجديدة باب المفاوضات، وأن تستأنف على أساس ما تم إنجازه حتى الآن».
وأعرب قريع مجدّداً عن تشاؤمه من إمكان التوصل إلى اتفاق مع نهاية العام الجاري، مضيفاً أن «هناك موعداً ومحاولات، ولكنني لست متفائلاً من إمكان الوصول إلى اتفاق قبل الموعد المحدد».
من جهة ثانية، أقرّ مجلس الأمن الدولي أمس عقد جلسة على المستوى الوزاري اليوم لبحث مسألة الاستيطان الإسرائيلي، وذلك بعدما كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكرواتيا قد عارضتها بحجة أن الوقت «غير مناسب».
إلى ذلك، حذّرت 21 منظمة خيرية دولية، من بينها «أوكسفام» و«أنقذوا الأطفال» و«كير إنترناشونال» البريطانية، من انهيار عملية السلام في الشرق الأوسط ما لم تحقّق اللجنة الرباعية تقدماً حقيقياً، متهمة إياها بالفشل في مهمتها، وحاثّةً إياها على تكثيف جهودها.
وقالت المنظمات، في تقرير أصدرته أمس، إن «اللجنة الرباعية لم تحدث أي تقدم على صعيد الأهداف الرئيسية التي اعتمدتها في مؤتمر أنابوليس للمساعدة في تحسين الحياة اليومية للفلسطينيين، ولم تتمكن من إزالة حواجز التفتيش الإسرائيلية ووقف نموّ المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومعالجة عزل قطاع غزة».
وأضافت المنظمات أن الرباعية «أخفقت في محاسبة الدولة العبرية على استمرارها في توسيع المستوطنات غير الشرعية وأثارت هذه القضية 18 مرة مع الإسرائيليين، لكن النشاطات الإسرائيلية تسارعت مخلّفة آثاراً عنيفة على الحياة اليومية للفلسطينيين، وكان لها تأثير متواضع في تحقيق هدفها المعلن للمساعدة في تحسين قدرة الفلسطينيين على الحركة بحرية في مناطقهم والعمل والوصول إلى مدارسهم أو الخدمات الأساسية واستيراد البضائع وتصديرها».
ودعت المنظمات الخيرية اللجنة الرباعية إلى مطالبة إسرائيل بتجميد جميع النشاطات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية، ومن ضمنها النموّ الطبيعي وتفكيك البؤر الاستيطانية.