حيفا ــ فراس خطيبالتطرّف اليميني الإسرائيلي تكرّس، أمس، عنفاً واعتداءات على الإسرائيليين أنفسهم، بعدما نجا البروفسور الإسرائيلي اليساري، زئيف شتيرنهل، من محاولة اغتيال بانفجار عبوة ناسفة في منزله في القدس المحتلة، ما أدّى إلى إصابته بجروح طفيفة.
ورغم أن الشرطة لم تعتقل أحداً، إلا أن شبهة محاولة اغتيال شتيرنهل، الحائز جائزة إسرائيل لأبحاث العلوم السياسية لعام 2008، تشير إلى عناصر من اليمين الإسرائيلي المتطرف والمستوطنين، في أعقاب آراء يسارية أسمعها شتيرنهل في الماضي.
وعمّم تنظيم «الجبهة اليهودية» اليميني المتطرف، أمس، بياناً قال فيه «نحن لا نقف وراء الحدث، ولا نعمل بهذه الطريقة. لكننا لا نستنكر ما حدث. لقد منح شتيرنهل شرعية لضرب المستوطنين وهدر دمائنا».
وفي أعقاب الحدث، مشّطت الشرطة الإسرائيلية المنطقة التي يسكنها شتيرنهل، ووجدت في الشوارع القريبة من البيت ملصقات كتب عليها: «جائزة 1.1 مليون شيكل لكل من يقتل عضواً في حركة السلام الآن»، ما دفع إلى تعزيز الحراسة على منزل الأمين العام للحركة، ياريف أوفينهايمر.
واستنكرت رئيسة الحكومة المكلّفة، تسيبي ليفني، ما تعرض له شتيرنهل. وقالت «لقد حدث اليوم أمر لا يمكن احتماله ولا السكوت عنه. رجل أصيب بجراح نتيحة عبوة ناسفة، ونشر ملصقات تقترح جائزة لمن يقتل إنساناً أو مجموعة لأنها تمتلك إيديولوجيا مختلفة عما يؤمن به». وتابعت «دولة إسرائيل دولة قانون، ومجتمعها ذو قيم. إن مسؤولية الحكومة والمجتمع هي قمع مثل هذه الظواهر عندما ترفع رأسها».
واتصل رئيس حزب «الليكود»، بنيامين نتنياهو، بعقيلة شتيرنهل. وقال «هذا هجوم مقزّز من أناس بغيضين ليسوا جزءاً من النقاش السياسي في دولة إسرائيل. يجب إبعادهم عن المجتمع ووضعهم وراء القضبان».
واستنكر رئيس حزب «ميرتس»، حاييم أورون، محاولة اغتيال شتيرنهل. وقال «عليهم ألا يحدثونا عن قلائل، هذه ظواهر تنمو في اليمين».
وقبل خمسة أشهر، ردَّت المحكمة الإسرائيلية العليا التماساً قدّمه «المنتدى القضائي من أجل أرض إسرائيل» ضد منح شتيرنهل جائزة إسرائيل. وطالب لجنة التحكيم ووزيرة التربية والتعليم يولي تمير بإلغاء قرارهما «في أعقاب تصريحات لشتيرنهل برّر فيها ضرب الفلسطينيين للمستوطنين»، بحسب ما جاء في الالتماس.
وكان شتيرنهل قد أقرّ بشرعية النضال الفلسطيني في مقابل ممارسات الحكومات الإسرائيلية ودعمها للاستيطان. وكتب مقالاً في هذا الشأن في صحيفة «هآرتس» عام 2001. وأثار مقال شتيرنهل غضباً واسعاً في صفوف المستوطنين الذين عدّوه «استباحة لدمائهم».