أيمن فاضلفي ظاهرة غير اعتيادية، سجّل مؤشِّر صحن الفتّوش الذي تعدّه «الأخبار» ارتفاعاً في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، على عكس ما كان يحصل في السنوات الماضية، إذ كان المؤشر يرتفع كثيراً في الأسبوع الأول ويبدأ تراجعه التدريجي حتى نهاية الشهر. أمّا الآن، فقد ارتفعت كلفة إعداد الصحن إلى 1450 ليرة، بعدما كانت قد انخفضت في الأسبوع الماضي إلى مستوى سعر الأساس المسجّل في 23/ 8/ 2008، أي إلى حوالى 1390 ليرة. وكلفة الصحن اليوم مساوية تقريباً للكلفة في أول أسبوع من رمضان، التي بلغت 1460 ليرة.

تفاوتات بين المناطق

سجّلت منطقة بعلبك أعلى كلفة لصحن الفتوش، بلغت 1620 ليرة، وهي أقل من الكلفة المسجّلة في الأسبوع الماضي البالغة 1700 ليرة، وحلّت بيروت في المرتبة الثانية، إذ ارتفعت الكلفة من 1200 ليرة في مؤشر الأسبوع الماضي إلى 1600 ليرة في هذا المؤشر، وحلّت منطقة البقاع الأوسط في المرتبة الثالثة بعدما سجّلت انخفاضاً من 1800 ليرة إلى 1580 ليرة. وجاءت النبطية في المرتبة الرابعة بكلفة بلغت 1390 ليرة بعدما كانت 1200 ليرة. وحلّت طرابلس في المرتبة الخامسة بعدما ارتفعت كلفة الصحن فيها من 1300 ليرة وأصبحت 1370 ليرة. كذلك ارتفعت الكلفة في منطقة الضاحية الجنوبية من 1170 في الأسبوع الماضي إلى 1360 ليرة هذا الأسبوع. أمّا منطقة صيدا، فسجّلت انخفاضاً من 1370 ليرة إلى 1290 ليرة.

تفاوت في الأسعار

وارتفعت الأسعار في هذا الأسبوع في 4 مناطق من أصل 7 مناطق، وكان لافتاً أن الانخفاض الأكبر شهدته المناطق التي كانت قد سجّلت الارتفاع الأعلى في الأسابيع الماضية. ففي منطقة البقاع الأوسط، أفادت مراسلتنا نيبال الحايك، التي قامت بجولة ميدانية في سوق قب الياس المركزية للخضار والفواكه، بأن تراجع الأسعار وصل إلى 20 في المئة. ويقول تجار الجملة في السوق إن حركة الطلب المتزايد على الخضار فتح باب المنافسة، ما أسهم في انخفاض الأسعار المتزامن أيضاً مع إنتاج محلي وفير. ورأى المزارع أبو رياض الذي كان يصرّف إنتاجه في السوق أن موسمه الزراعي وعملية التصريف مقبولان، فيما أشار المزارع الحاج هشام الذي يزرع الخضار على أنواعها ويبيعها في الأسواق المحلية في البقاع والعاصمة، إلى أنه «لا صعوبة في تصريف مزروعاته». لكن على الرغم من انخفاض الأسعار في أسواق الجملة البقاعية، لم ينعكس الأمر إلا بشكل محدود في أسعار أسواق المبيع بالمفرق.
هذا الانخفاض النسبي في حركة الأسواق لم ينسحب على مدينة طرابلس، التي بقيت حركة المبيع فيها على معدلاتها العالية، وفق مراسلنا عبد الكافي الصمد، فزيادة الأسعار لم تؤثر بالطلب، ويتذرّع التجّار بأن انخفاض الإنتاج في مقابل استمرار الطلب القوي أسهم في زيادة الأسعار.واستمرت الأسعار في منطقة صيدا عند مستوياتها المتدنية، وعزا مراسلنا خالد الغربي الأمر إلى قرب المناطق التي تزرع بالخضروات من مركز المدينة، ملاحظاً أنها تؤلّف شريطاً محيطاً حول المدينة، ما يؤدي إلى انخفاض أكلاف النقل، إضافة إلى وجود العديد من الأسواق التنافسية الضخمة، وانتشار للعربات التي لا تتّفق على حد أدنى للأسعار، وهو ما لا يحصل في سوق الجملة في بيروت التي يتفق تجّارها على هوامش معيّنة لا يبيعون دونها، وهو أمر أدّى إلى الارتفاع الأخير في الأسعار.

متوسط الكلفة لكل الشهر

بلغ متوسط كلفة إعداد صحن الفتوش في هذا الشهر (متوسط الأسابيع الثلاثة الماضية) حوالى 1443.6 ليرة، بالمقارنة مع 970 ليرة كمتوسط عام في رمضان من السنة الماضية، وهذا يشير إلى ارتفاع بنسبة 48.8 في المئة على أساس سنوي.
وأظهرت هذه المعدلات أن أعلى كلفة للصحن سُجلت في منطقتي البقاع الأوسط وبعلبك، فسجّلت الأولى كلفة وسطية بلغت 1662.5 ليرة، فيما بلغت 1660 ليرة في الثانية، علماً بأن هاتين المنطقتين هما زراعيتان ومنتجتان لأصناف الخضار المستخدمة في إعداد صحن الفتّوش، وتأتي طرابلس في المرتبة الثالثة، إذ بلغت الكلفة الوسطية فيها حوالى 1447.5 ليرة. أمّا أدنى كلفة للصحن فكانت في منطقة الضاحية الجنوبية التي سجّلت هامش أسعار لم يتخطّ السعر الأساس، فبلغت الكلفة الوسطية 1267.5 ليرة، ثم سجّلت منطقة صيدا كلفة قريبة، ما سجّل في الضاحية بكلفة بلغت 1280 ليرة، وأتت النبطية بعدها مباشرة بكلفة بلغت 1345 ليرة، فيما قفزت منطقة بيروت عن السعر الأساس وبلغت فيها الكلفة الوسطية 1442.5 ليرة.