علي حيدرتواجه رئيسة «كديما»، تسيبي ليفني، في طريقها إلى تأليف الحكومة، عدداً من العقبات يسبّبها حرص كل طرف على تعزيز موقعه السياسي والشعبي. وفي هذا الإطار برزت المطالبة بتوسيع إطار الموازنة التي تمت المصادقة عليها في الحكومة قبل استقالة رئيس الوزراء إيهود أولمرت.
فبعدما أعلن رئيس حزب «العمل»، إيهود باراك، أن الشرط الأساسي لحزبه هو تأليف حكومة تستطيع الاستمرار لمدة سنتين، الأمر الذي يتطلب إعادة فتح الاتفاقات الائتلافية من جديد، جدّد المطالبة بزيادة الموازنة بنسبة 2,5 في المئة ومعالجة مسألة المتقاعدين والتعليم العالي وقضايا أمنية أخرى ومشاركة تامة في العملية السياسية. ويؤكد مقرّبون من باراك أنهم مصرّون على توسيع إطار الموازنة، لكن مسؤولين رفيعي المستوى في الحزب أشاروا إلى أن هذا الإصرار لن يستمر لفترة طويلة على قاعدة «أننا لن نقاتل على هذا، والأهم بالنسبة إلينا هو موضوع التعليم العالي والمتقاعدين، ولكن من الممكن حل هذه المشكلة ضمن إطار الموازنة القائمة». ولفت مسؤولو «العمل» إلى أنه ينبغي التوصل إلى تفاهم مع «كديما» على زيادة النفقات بنسبة تتراوح بين 2,1 في المئة و2,2 في المئة والقيام بذلك في أي وقت خلال عام 2009.
في المقابل، نقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر في حزب «شاس»، بعد لقاء جرى مع طاقم ليفني للمفاوضات الائتلافية، أنه «لم تُطرح في هذه المرحلة اقتراحات يمكن لشاس أن توافق عليها». ولفتت إلى «أننا لن نصرّ بالذات على مخصصات الأطفال، لكننا لن نتنازل عن تقديم مساعدات يتم نقلها مباشرة إلى العائلات الكثيرة الأولاد».
لكن موقع «يديعوت أحرونوت» نقل عن ممثلي «شاس» تأكيدهم أنه من دون زيادة المخصصات لن تشارك الحركة في الحكومة، فيما أكد ممثلو «كديما» في المفاوضات الائتلافية عدم وجود أموال يمكن تحويلها في هذا المجال. لكن مقرّبين من ليفني رأوا أن سقف العجز الحالي، 1,7 في المئة، «ليس مقدساً»، غير أنه ينبغي زيادة المخصصات في فترة لاحقة وليس بعد هذا الوقت القصير من المصادقة عليها في الحكومة.
إلى ذلك، قررت كتلة «ميرتس» الدخول في مفاوضات ائتلافية مع حزب «كديما»، ضمن عدة شروط، من بينها مواصلة المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين، وتجميد أعمال البناء في المستوطنات، وتطبيق قانون «الإخلاء والتعويض»، واستبدال وزير القضاء دانييل فريدمان، وعدم الاكتفاء بمعارضة طروحاته كما فعل حزب «العمل».
إلى ذلك، لمّح وزير المواصلات، شاوول موفاز، إلى أنه ينوي العودة إلى العمل السياسي. وفي اجتماع عقده في منزله لعدد من الناشطين في «كديما»، قال إنه ينوي بذل جهوده ليكون في القيادة.