فكّ العزلة التي تعيشها سوريا في الآونة الأخيرة لم يعد حكراً على الدول الأوروبية، ذلك أن واشنطن دخلت على هذا الخط، على ما يبدو
نيويورك ــ الأخبار
شدّد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أول من أمس، على أن لقاءه مع كوندوليزا رايس مساء الجمعة الماضي، «كان إيجابياً» وهو «بداية لحوار مقبل»، مشيراً إلى أنه تناول مختلف قضايا الشرق الأوسط.
وأضاف المعلم، في مقابلة مع قناة «العربية»، أن رايس «أعربت عن تفاؤلها بالتطورات الإقليمية التي تشهدها المنطقة، وخصوصاً الوضع في لبنان بعد اتفاق الدوحة وزيارة الرئيس (ميشال) سليمان إلى دمشق». وأشار إلى أنها أعربت «عن أملها في استئناف المحادثات» السورية ــ الإسرائيلية غير المباشرة وأبلغته «استعداد الولايات المتحدة للمساهمة في هذه المحادثات». ورأى أن «الدور الأميركي مطلوب» عندما تتحوّل المفاوضات السورية الإسرائيلية إلى مفاوضات مباشرة.
ورداً على سؤال عن وجود وساطة سورية بين فرنسا وإيران، قال الوزير السوري إن بلاده لا تقوم بوساطة بل «بجهود لتقريب وجهات النظر وسد الفجوة» بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى التي تطالبها بتعليق الأنشطة النووية الحساسة لطهران.
ووصف المعلم التقارير عن وجود حشود سورية على الحدود اللبنانية الشمالية بأنها «مجرد أقاويل إعلامية لا أكثر وخبر ملفّق وغير صحيح». وقال «لا حشود على الحدود اللبنانية ...إنه أمر روتينيّ وهناك تنسيق في هذا الشأن بين القيادتين العسكريتين اللبنانية والسورية».
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» قد ذكرت أن المعلم التقى رايس «بناءً على طلبها على هامش اجتماع ... لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية واللجنة الرباعية الدولية» في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وأوضحت «دار الحديث خلال اللقاء عن القضايا الإقليمية بما فيها العراق ولبنان ودارفور، إضافةً إلى عملية السلام في الشرق الأوسط والمحادثات غير المباشرة السورية ــ الإسرائيلية».
وقالت الوكالة إن رايس «عبّرت عن ارتياح الولايات المتحدة للخطوات الإيجابية التي تشهدها المنطقة واستعدادها للمساهمة في تحقيق السلام الشامل».
بدورها، أكدت رايس أنها اجتمعت بالمعلم لنحو عشر دقائق على هامش مأدبة إفطار دعا إليها الأمين العام للمنظمة الدولية، بان كي مون. وقالت «أتيح لي التحدّث إلى زميلي السوري لنحو عشر دقائق عن الوضع في المنطقة والجهود التي بدأت تُبذل». لكن رايس، ورداً على سؤال عن دور أميركي في المفاوضات السورية ــ الإسرائيلية، كرّرت القول إن الولايات المتحدة تعطي الأولوية للمسار الإسرائيلي ــ الفلسطيني في عملية السلام. وأضافت إن «الولايات المتحدة قالت دائماً إنها مستعدة بالتأكيد لأداء دور إذا كان ذلك سيكون مفيداً. نقر بأن سلاماً شاملاً ينبغي أن يتقدم على كل المسارات، لكننا نركّز على المسار الإسرائيلي الفلسطيني. نعتقد أنه الأكثر نضجاً».
وكان المعلم قد شدّد في كلمة سوريا أول من أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن «منطقة الشرق الأوسط من أكثر مناطق العالم توتّراً»، مشيراً إلى أن «سوريا بحكم موقعها الجغرافي وتطلّعات شعبها هي جزء أساسي من الحلول».
وأضاف المعلم إن سوريا أكدت بدعوتها إلى القمة الرباعية في دمشق «أن السلام العادل والشامل هو خيارها الاستراتيجي وأنها تسعى من أجله مع شركاء إقليميين ودوليين يتشاطرون الرؤية نفسها، إلا أن تحقيق السلام يتطلّب توافر الإرادة الحقيقية لصنعه لدى جميع المعنيين مباشرة، أو من خلال واقع النفوذ والتأثير بعد سنوات من غياب إرادة صنع السلام عن أولويات سياسات مؤثرة في أوضاع المنطقة».
وفي الشأن اللبناني، قال المعلم «نحن مرتاحون من أن أوضاع لبنان تأخذ طريقها إلى الحل منذ التوصل إلى اتفاق الدوحة الذي مكّن من انتخاب رئيس توافقي وتأليف حكومة وحدة وطنية وبدء الحوار الوطني».