السخونة صفة لازمت التطورات العراقية في اليومين الماضيين، ميدانياً وسياسياً، أكان في الاشتباكات بين العرب والأكراد أم في موضوع الاتفاقية الأميركية ــ العراقية التي بات توقيعها «قريباً جداً»
بغداد ــ الأخبار
على هامش العناوين السياسية والميدانية العريضة، برز أمس تسلّم حكومة بغداد لعدد من الطائرات العسكرية الأميركية الحديثة المخصّصة للاستطلاع والتجسس من طراز «كينغ إير». وكشف وزير الدفاع العراقي، عبد القادر جاسم محمد، أمس عن أن حكومته اشترت هذه الطائرات «بأموال عراقيّة لتعزيز قوة جيشنا». وأوضح أنّ هذه الطائرات بدأت بالفعل بالقيام بعملها، وأنها دشّنت أولى طلعاتها الجوية فوق بغداد أمس.
ولفت وزير الدفاع العراقي إلى أنّ «هذه الطائرات نادرة في عموم الشرق الأوسط، وتقترب بكفاءتها من طائرات الأواكس الاستطلاعية العملاقة»، مختصراً طبيعة مهامها «بنقل الصور الدقيقة عن الأرض إلى مراكز العمليات لتوجيه القوات البرية لتنفيذ مهام دقيقة».
وفي نيويورك، بدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها العراقي هوشيار زيباري متفقين على اعتبار أن بلديهما اقتربا من التوصل لاتفاق ينظم وضع قوات الاحتلال في بلاد الرافدين. وأوضح زيباري، في بداية اجتماعه مع نظيرته الأميركية، أنّ الطرفين «باتا في المراحل الأخيرة من المفاوضات».
بدورها، وصفت رايس تطور المفاوضات حول المعاهدة الأميركية ــ العراقية بأنها تشهد «تقدماً طيباً». وعن دواعي تأخّر توقيع الاتفاقية الذي كان مقرراً له أن يكون في تموز الماضي، قالت رايس إن «هذه اتفاقية مهمة. وهو أمر ليس سهلاً عندما تعمل مع حكومة ذات سيادة وننوي أن نحترم تماماً سيادة العراق». وتابعت: «نعمل أيضاً في سياق إطار استراتيجي بعيد المدى يجعلنا حلفاء وأصدقاء لفترة طويلة جداً جداً»، في ما بدا كأنه ردّ على مطالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وديموقراطيّي واشنطن بضرورة الانسحاب الأميركي من بلاد الرافدين قبل نهاية 2011.
وفي السياق، لم تغب «مسؤولية إيران» عن تأخّر المفاوضات عن تصريحات السفير الأميركي لدى بغداد، ريان كروكر، الذي اتهم طهران بأنها «لا تريد للاتفاقية أن تنجَز». وفي النقاش السياسي الداخلي، ضمّ المالكي صوته إلى «القلق المسيحي» إزاء قانون انتخابات المحافظات الذي أقره البرلمان الأسبوع الماضي. جاء ذلك في رسالة وجهها رئيس الوزراء أمس إلى رئيس مجلس النواب محمود المشهداني ونائبيه. وورد في البيان ـــــ الرسالة أنّ المالكي دعا «مجلس النواب والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، إلى تدارك الأمر وإزالة القلق والشعور بالغبن أو التغييب الذي انتاب مكونات أصيلة تعتز بانتمائها للعراق ومن أجل أن يطمئنوا إلى عدالة تمثيلهم وضمان حقوقهم»، تعليقاً منه على شطب عبارة «إلغاء حقوق الأقليات» في القانون الجديد.
في هذا الوقت، وصل التوتر بين الجيش العراقي والشرطة المركزية من جهة، وقوات «البشمركة» وفرق «الأشايس» من جهة ثانية في محافظة ديالى، إلى ذروته في اليومين الماضيين، مع سقوط قتلى من الطرفين، وخصوصاً مع مقتل القيادي في الحزب الديموقراطي الكردستاني ريا قحطان بنيران القوات العراقية في مدينة جلولة.
وبحسب رواية المتحدث باسم قوات البشمركة جبار ياور، فإنّ مقتل قحطان حصل بعدما فشل الرجل في إقناع رجال شرطة عراقيين بالإفراج عن مقاتلين من حزبه. وبحسب وكالة «أسوشييتد برس»، فإنّه عند مغادرة قحطان مركز الشرطة من دون أن تنجح مهمته، أطلق عليه عناصر الشرطة النار فأردوه قتيلاً.
وكشف ياور عن أنّ الاشتباكات الأخرى التي دارت بين الطرفين أول من أمس في قرى قضاء خانقين المتنازع على سيادته بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان العراق أودت بحياة أحد أفراد «البشمركة» وعضو في الشرطة الوطنية العراقية.
إلى ذلك، قُتل جندي أميركي في جنوب شرق بغداد، وسقط نحو 41 قتيلاً عراقياً بين مدنيين وعسكريين في مختلف أنحاء البلاد.