علي حيدر كشف مسؤولون أمنيون إسرائيليون، أمس، عن تزويد الولايات المتحدة إسرائيل بمنظومة إنذار مبكر، لتحسين قدراتها على اعتراض الصواريخ البعيدة المدى مثل تلك التي من الممكن أن تستخدمها إيران في أي هجوم محتمل.
وبحسب مصادر الدولة العبرية، ستعمل تل أبيب على تشغيل المنظومة الأميركية المضادة للصواريخ، ومداها 4700 كيلومتر، في صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة، عن طريق طاقم أميركي مؤلّف من نحو 120 ضابطاً وجندياً.
وتنبع أهمية النظام الصاروخي الجديد، من أنه يمنح إسرائيل دقائق إضافية للردّ على إطلاق صواريخ باتجاهها، بحيث ستصبح قادرة بواسطة هذا النظام، والمعطيات التي ترسلها الأقمار الاصطناعية الأميركية، على رصد الصواريخ الإيرانية بعيد انطلاقها بوقت قصير. وسيمكّن هذا النظام الصاروخ «أرو» من اعتراض صاروخ «شهاب 3» الإيراني الذاتي الدفع في منتصف الطريق تقريباً خلال رحلته المفترضة إلى إسرائيل التي تستمر 11 دقيقة.
يُشار إلى أن الولايات المتحدة سبق أن نصبت في الماضي، ولفترات قصيرة، منظومات اعتراض صاروخية من طراز «باتريوت»، بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990. لكن ما يميز الخطوة الأميركية الجديدة، أنها تمهّد، بحسب مجلة «ديفنس نيوز» (أخبار الدفاع) الأسبوعية الأميركية، لوجود عسكري أميركي دائم، سيكون الأول من نوعه في إسرائيل.
وفي السياق، أشارت المجلة الأميركية إلى أن نظام الرادار من طراز «أف بي أكس ـ تي» الشديد الفعّالية، يهدف إلى زيادة قدرات إسرائيل الدفاعية في مواجهة الصواريخ الإيرانية أرض ـ أرض.
وكانت الولايات المتحدة قد أقامت، خلال الأيام الماضية، جسراً جوياً مؤلّفا من 14 طائرة شحن كبيرة لنقل نظام الرادار، ومرفقاته، إلى جانب طاقم تابع لقيادة أوروبا في الجيش الأميركي مكوّن من 120 ضابطاً وجندياً سيشغلون النظام الجديد الذي سيكون مرتبطاً بالأقمار الاصطناعية وبأحد أنظمة الرادار الأميركية في أوروبا.
وسيكون النظام الأميركي بمثابة قاعدة مغلقة ومحاطة بجدران داخل القاعدة العسكرية الإسرائيلية «نيفاتيم» يُمنع دخولها على الإسرائيليين.
وبينما رفض الجيش الإسرائيلي تأكيد أو نفي الخبر، ذكرت صحيفة «هآرتس» أنّ الاتفاق الذي وُقع في شهر تموز الماضي بين تل أبيب وواشنطن، والذي يمنع الإسرائيليين من تأدية أي دور في تشغيل نظام الرادار، «لقي انتقادات واسعة في المحافل السياسية والأمنية الإسرائيلية».
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك قد حصل على موافقة وزارة الدفاع الأميركية على تزويد دولته بمنظومة الإنذار هذه، وذلك خلال زيارته إلى العاصمة الأميركية في تموز الماضي، بعدما رُفض طلب إسرائيل بربطها بنظام «JTAGS» قبل عشر سنوات. وآنذاك، بُرّر الرفض بـ«الحفاظ على الأسرار العسكرية والتكنولوجية للولايات المتحدة».
ووفق الاتفاق الذي جرى التوصل إليه أخيراً، لن يكون بوسع الجيش الإسرائيلي التزوّد بالمعلومات مباشرة من أنظمة القمر الاصطناعي الأميركي، بل سيعتمد على ما ينقله إليه الخبراء الأميركيون من معلومات.
وكانت فكرة نشر الرادار قد تبلورت قبل سنتين خلال زيارة السيناتور الأميركي جون ماكاين إلى الدولة العبرية. وتعقيباً على ضمّ إسرائيل إلى منظومة الدفاع الأميركية في مواجهة الصواريخ، وصف معلّق الشؤون الأمنية في صحيفة «يديعوت احرونوت»، رون بن يشاي، المشروع بأنه «لم يتحقق حباً بإسرائيل فقط، بل لهدفين أساسيين يخدمان الأمن القومي الأميركي». الأول، هو توسيع قدرات منظومة الكشف والاعتراض الأميركية العالمية عبر ضمّ إسرائيل إليها. والثاني تعويض ملائم، من الناحيتين العسكرية والسياسية، على الطلب الأميركي من إسرائيل عدم مهاجمة إيران وعلى قرارها بعدم تزويدها بوسائل عسكرية وتجهيزات عملانية مطلوبة لشن هجوم كهذا.
ولفت بن يشاي إلى أن الولايات المتحدة لا تريد من الدولة العبرية مهاجمة إيران في السنوات المقبلة، ما دام غير واضح حتّى الآن أنها حققت قدرات نووية وما دام هناك أمل بتعليق برنامجها النووي بوسائل اقتصادية ودبلوماسية.