تستمر الإدارة الأميركية في سباقها مع الزمن للإيفاء بوعد التوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية ولايتها، إلا أن حسابات الواقع تختلف، حتى إن تمكنت واشنطن من تكثيف اجتماعات المفاوضين
واشنطن ــ محمد سعيد
شدّد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أمس على رفض الشعب الفلسطيني المطلق لأي اتفاقيات مجزّأة مع إسرائيل لا تشمل جميع قضايا المرحلة النهائية وانسحاب إسرائيل إلى خط الرابع من حزيران 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب إسرائيل.
وقال عريقات، لـ«الأخبار»، في ختام الاجتماعات التي عقدها الوفد الفلسطيني برئاسة أحمد قريع (أبو علاء) في واشنطن مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، إن الوفد الفلسطيني أبلغ مفاوضيه رفضه اتفاقيات مجزأة تستثني القدس أو أياً من قضايا المرحلة النهائية. وأضاف «لقد وضعنا النقاط على الحروف. إما أن يكون اتفاق على كل شيء أو لا يكون اتفاق على أي شيء. بمعنى أن القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والأمن والعلاقات والأسرى، يجب أن تكون صفقة، رزمة لا يمكن تجزئتها. لقد وضعنا هذا الموضوع على الطاولة. لا نريد اتفاقيات مجزأة أو مؤجلة على بعض المسائل».
وقال عريقات «نريد أن نقول للجميع إن أي محاولة لتكرار ما فعلوه في كامب ديفيد 2000 بتقديم اقتراحات وسيطة ومن ثم إلقاء اللوم، فهذه لعبة أصبحت مكشوفة للقاصي والداني ولن تخدم أحداً»، مشيراً إلى إدراك السلطة الفلسطينية الوضع السياسي الإسرائيلي الصعب جداً، وخاصة بعد قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت الاستقالة منتصف أيلول المقبل.
وأشار عريقات إلى أن رايس «ستأتي إلى المنطقة في العشرين من آب الجاري كما أنها تريد حضور الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي مجدداً إلى واشنطن في مطلع أيلول المقبل». وجدد رفض أي حل «يقوم على اتفاق جزئي من شأنه أن يحرق المراحل، أو أي شيء يكون بعيداً عن اتفاق شامل على جميع المواضيع». وقال «لن نسمح للوقت بأن يكون سيفاً مسلطاً على رقابنا»، في إشارة إلى موعد نهاية العام الذي حددته واشنطن.
وقال مصدر مقرب من الوفد الفلسطيني إن ليفني، التي تسعى إلى وراثة أولمرت، أبلغت هذا الوفد بأنها ستواصل العمل على التوصل إلى اتفاق يتضمن حل جميع قضايا المرحلة النهائية.
في هذا الوقت، قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال مؤتمر صحافي في تونس، إنه سيعمل «مع أي رئيس وزراء» إسرائيلي منتخب. وأضاف «نحن نتعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب من جانب الإسرائيليين لذلك نستمر في التعامل مع ايهود اولمرت إلى أن يأتي غيره وسنتعامل مع من يأتي بعده». ووصف إعلان اولمرت استقالته المقبلة بالشأن الداخلي، مضيفاً «نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية الإسرائيلية».