باراك مستعدّ للمشاركة في حكومة ما بعد أولمرت ونتنياهو يتصدّر المتنافسين شعبيّةعلي حيدر
لمّح رئيس حزب «العمل» الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس إلى أن حزبه سيوافق على الانضمام إلى الحكومة الجديدة برئاسة الفائز في الانتخابات التمهيدية في «كديما»، موضحاً أنه «إذا اتضح أنه يمكن تأليف حكومة في الكنيست تعمل وفق قيمنا، فسندرس الانضمام إليها». لكنه أضاف أنه رغم استعداده للمشاركة في الحكومة الجديدة برئاسة «كديما»، إلا أنه لا ينوي الدخول اليها بأي ثمن لأنه «إذا اتضح أنه ينبغي الذهاب إلى الانتخابات، فسنكون مستعدين لها».
وأقر باراك بأن «المعركة السياسية تجري في فترة من الاهتزاز غير البسيط. ونحن في حزب العمل ننظر ونستعد لكل التطورات»، وخاصة أن إسرائيل تقف أمام قرارات هامة في مجالات عديدة، بينها «المفاوضات مع الفلسطينيين، وتقصي إمكان إجراء محادثات مع سوريا، والتهدئة في قطاع غزة التي تستغلها حماس لمراكمة قدراتها، والصراع من أجل استعادة جلعاد شاليط».
ورغم مواقف باراك، إلا أن الانتخابات التمهيدية المرتقبة في «كديما» أثارت نقاشاً واسعاً داخل «العمل»، حيث أكد عضو الكنيست يتسحاق هرتسوغ أنهم «في حزب العمل يفضلون حكومة بديلة، ولن نتدخل في الانتخابات داخل كديما، ولكن بعدها سيتضح إن كان يمكن مع الرئيس الجديد المنتخب الوصول إلى جدول أعمال متفق عليه في القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية».
أما وزير البنى التحتية بنيامين بن أليعازر فقد رأى أن «رئيس الحكومة قام بالعمل الصحيح والملائم»، وأن حزب «العمل» «مستعد لكل سيناريو، سواء إجراء انتخابات أو تأليف حكومة بديلةفي المقابل، أوضحت مصادر رفيعة في حزب «شاس»، الذي يمكن أن يؤدي رفضه المشاركة في الحكومة إلى إجراء انتخابات مبكرة، أن هذا الحزب يفضل فوز شاؤول موفاز برئاسة «كديما» لأسباب تتعلق «بموقفه الحميم من التقاليد، ولأصوله الطائفية»، لكنه لن يرفض المشاركة في الحكومة برئاسة تسيبي ليفني، بعدما ترددت أنباء عن أن «شاس» لن يشارك في حكومة تترأسها امرأة.
وفي السياق، قدرت مصادر في «العمل» أن مكانة باراك في رئاسة الحزب غير مضمونة ومرتبطة بنتائج الاستطلاعات، التي أظهرت أن الحزب سيتحطم برئاسته في الانتخابات العامة المقبلة، وذلك عند إجراء انتخابات تمهيدية لاختيار رئيس جديد للحزب. وتطرح في هذا السياق أسماء عديدة محتملة لهذا المنصب، بينها يتسحاق هرتسوغ، وعامي أيالون، بالإضافة إلى الرئيس السابق عامير بيرتس. إلا أن أيالون يقول حتى الآن إنه ليس بنيته المنافسة على رئاسة الحزب وإنه يدعم باراك. لكن مسؤولاً رفيع المستوى في الحزب قدر أنه إذا أظهرت الاستطلاعات أن الحزب سيتحطم «بالتأكيد سينافس أيالون باراك» على رئاسته.
وأشار استطلاع للرأي، نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، إلى أن ليفني تحظى بتأييد 51 في المئة من أصوات «كديما» فيما يحظى موفاز بتأييد 43 في المئة إذا ما اقتصر التنافس عليهما فقط. وأظهر الاستطلاع أن «كديما» برئاسة ليفني سيحصل على 29 مقعداً، فيما سيحصل على 17 مقعداً إذا ترأسه موفاز.
وعن الشخص المناسب لرئاسة الحكومة، أظهر الاستطلاع أن موفاز نال تأييد 15 في المئة، فيما نال بنيامين نتنياهو 38 في المئة. أما باراك فقد نال 17 في المئة. وفي حال تولي ليفني رئاسة «كديما»، رأى 30 في المئة أنها الأكثر ملاءمة لرئاسة الحكومة، فيما رأى 36 في المئة أن نتنياهو كذلك وباراك 15 في المئة فقط.
وكشف الاستطلاع أن أغلبية 66 في المئة من الإسرائيليين تفضل إجراء انتخابات عامة في في هذه المرحلة، فيما فضل 15 في المئة تأليف حكومة جديدة.
في المقابل، أظهر استطلاع رأي آخر أجراه معهد «ديالوغ» لصحيفة «هآرتس» أن فرص ليفني للفوز في الانتخابات العامة وتأليف حكومة، مساوية لفرص نتنياهو الذي كان حتى الفترة الأخيرة الأوفر حظاً لتأليف حكومة في حال إجراء انتخابات عامة.
وتحصل ليفني، بحسب هذا الاستطلاع، على 26 مقعداً في مقابل 25 مقعداً لليكود. وهذه النتائج تشير إلى تحول دراماتيكي في فرص حزب «كديما» بالفوز في الانتخابات العامة بعدما راهن سياسيون ومراقبون على اندثاره في الانتخابات المقبلة. كذلك فإنها تسهم في تعزيز فرص ليفني للفوز برئاسة الحزب. في المقابل، يشير الاستطلاع إلى أنه إذا انتخب موفاز لرئاسة الحزب، فستتغير المعادلة لمصلحة نتنياهو.
وخضع رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، أمس للتحقيق، للمرة الرابعة منذ تفجر قضيتي الفساد الأخيرتين («مغلفات الأموال» و«أولمرت تورس»). ورجح مراقبون أن تكون هذه آخر جلسة قبل نقل الملف للنيابة العامة مرفقاً بتوصيات الشرطة بتقديم لائحة اتهام إلى أولمرت.