حيفا ـــ فراس خطيبقدَّر مسؤولون في سلطات فرض القانون الإسرائيليّة، أمس، أن يتمّ تقديم مسوّدة لائحة اتّهام في أوائل أيلول المقبل، ضدّ رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، في قضية فساده. ومن المتوقع أن ينهي الشاهد المركزي ضدّ أولمرت، موشيه تالنسكي، شهادته المبكرة في المحكمة المركزية نهاية آب الجاري، حيث ستتبلور «بعد أيام معدودة»، من نهاية الإدلاء بها، مسوّدة لائحة الاتهام.
ومن الممكن أن يتهم أولمرت بخرق الأمانة، وتسجيل كاذب لمستندات، والحصول على أموال بطرق الغش والخداع، ومخالفة قانون الضرائب و«نيل الهدايا».
وكان رئيس الوزراء، الذي يعيش آخر أيّام حكمه، قد خضع للتحقيق الرابع معه يوم الجمعة الماضي حول القضية الجديدة «أولمرت تورز»، التي يُشتبَه بحسب الملف القضائي في أنه موّل سفراته العائلية من مؤسسات حكومية، مستغلّاً منصبه.
وتحدّثت مصادر عن وجود تقدّم ملحوظ في القضية الجديدة، وأنّ أولمرت لم يستطع تفنيد التهم الموجهة إليه. وتابعت المصادر أنَّ هناك أدلة كافية لتقديم لائحة اتهام ضد أولمرت في القضية الجديدة أيضاً.
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «معاريف» أنَّ أولمرت لم يقرّر بعد ما إذا كان سيبقى عضواً في الكنيست أو لا، بعدما سبق أن أكّد نيته عدم ترشيح نفسه لرئاسة حزب «كديما» في الانتخابات التمهيدية في أيلول المقبل. غير أنّ الرجل لم يشر في خطابه إلى أنّه سيستقيل نهائياً من الكنيست. وإذا قرّر البقاء في منصبه البرلماني، فسيأمر المستشار القضائي مناحيم مزوز بنزع الحصانة عنه لتقديمه للمحاكمة في حال تقديم لائحة اتهام ضده.
أمّا في داخل «كديما»، فالمنافسة تحتدم في ظلّ اقتراب موعد الانتخابات التمهيدية لانتقاء خليفة لأولمرت. ويبدو واضحاً أنَّ وزيرة الخارجية تسيبي ليفني تتمتع بتأييد واسع في صفوف أعضاء الكنيست من «كديما»، في مقابل قلة تدعم وزير المواصلات شاؤول موفاز. وتتمتع ليفني أيضاً بتأييد من الجمهور الإسرائيلي عامةً، بينما يحظى موفاز بدعم قوي من داخل مؤسسات «كديما» وفي صفوف الحزبيين، ما يرجّح استعار حدّة المعركة.
ويعمل المستشار الإعلامي ارتور فلينكشتاين إلى جانب موفاز، محاولاً تسويقه على أنه رجل يحمل خبرة أمنية في مواجهة «التحديات». ويذكر أن فلينكشتاين، عمل إلى جانب رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو حين فاز الأخير في الانتخابات عام 1996.
وأعلنت رئيسة الكنيست داليا ايتسيك (كديما) أنها لن تدعم أيّاً من المرشحين لتجنب الانقسامات في الحزب. وكانت ايتسيك قد التقت برئيس لجنة الشؤون الحزبية في «كديما» تساحي هانغبي، ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب يسرائيل حسون، وقرّر الثلاثة عقد اجتماع للكتلة اليوم الاثنين، بهدف بلورة وثيقة يلتزم المرشحون من خلالها بالبقاء في الحزب حتى لو خسروا في الانتخابات التمهيدية.
كما تهدف الوثيقة إلى تحصين المرشح الخاسر في حال حصوله على نسبة تأييد تفوق 30 في المئة، إضافة الى التزام المرشحين بإدارة حملة انتخابية «نزيهة». وتأتي هذه الخطوة، تحاشياً لحصول انقسامات داخل «كديما» بعد الانتخابات الداخلية، وخصوصاً أنّ الحزب قام على أساس انسحاب أعضائه من أحزاب أخرى وانضمامهم إليه في ما بعد.