بغداد ــ الأخبارانتهت الجلسة الاستثنائية للبرلمان العراقي أمس، بفشل في الاتفاق على قانون انتخابات المحافظات، رغم تدخّل السفير الأميركي لدى بغداد ريان كروكر في المفاوضات الماراتونية التي جمعت رؤساء الكتل السياسية، ورغم التعليمات التي أعطاها جورج بوش هاتفياً لنائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي.
الخلاف العربي ــ الكردي تبلور أمس بأوضح مظاهره، بحيث بدا واضحاً أنّ أيّاً من الفريقين غير مستعدّ للتخلّي عن مكاسبه في كركوك.
وبينما اتُّهم الرئيس جلال الطالباني بأنه غادر إلى الولايات المتحدة، لـ«الفرار» من التصديق على القانون، جلس230 نائباً خارج قاعة البرلمان ينتظرون نتائج المفاوضات، قبل أن يُطلَب إليهم المغادرة وانتظار موعد الجلسة المقبلة... عبر الإعلام.
وكان النواب قد حضروا إلى البرلمان منذ الصباح، في ظلّ تصريحات أطلقها الطالباني ورئيس كتلة «التحالف الكردستاني» محمود عثمان، توحي بقرب التوصّل إلى اتفاق على المادة الـ 24 من القانون المتعلقّة بكركوك التي تمثّل محور النزاع.
لكن سرعان ما رُفعت الجلسة، وانتقل رؤساء الكتل إلى مباحثات مغلقة في المنطقة الخضراء، حيث كان بانتظارهم كروكر، ونظيره البريطاني كريستوفر برينتيس، ورئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني ومساعد رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق أندرو ألبرت.
وكشف النائب محمد تميم الجبوري عن «الكتلة العربية للحوار الوطني» عن أن المباحثات المذكورة «حققت خطوات متقدمة بشأن القانون، ولكنها تعثرت عندما أصر التحالف الكردستاني على إقحام المادة 140 من الدستور»، التي تنصّ على إجراء استفتاء شعبي في كركوك لتحديد مصيرها. ورأى الجبوري أن الغرض من «إقحام» المادة المذكورة، التي لا علاقة لها بالانتخابات، «هو عرقلة المفاوضات، لا إيجاد حلّ».
وأشار الجبوري إلى أن أعضاء لجنة «خلية أزمة كركوك»، فوجئوا بتهديدات كروكر، الخارجة عن الأطر الرسمية والدبلوماسية، حيث خاطب النوّاب العراقيين قائلاً: «أمامكم ثلاثة خيارات للحل»، وهو ما دعا رؤساء الكتل لرفضها والخروج من الاجتماع.
وأضاف أن خيارات كروكر الثلاثة هي «إما القبول بالمقترحات التي تقدمت بها الأمم المتحدة (تأجيل انتخابات كركروك)، أو القبول بتعديل بسيط (على المادّة 24 عن تقاسم كوتا أعضاء المجلس المحلي بين عرب وأكراد وتركمان وسحب قوات البشمركة) وتأجيل الانتخابات في كركوك لحين توافر الظروف المناسبة، أو لن يكون هناك قانون انتخابات لمجالس المحافظات». وبعد تأكّد الفشل، عاد النائب محمود عثمان، ونقل عن رئيس مجلس النواب محمود المشهداني إلغاء الأخير للجلسة، من دون تحديد موعد جديد لعقدها، تاركاً الموضوع لإعلانه عبر وسائل الإعلام.