تسعى إسرائيل جاهدة لاحتواء تداعيات عملية تبادل الأسرى مع حزب الله وتلك المتوقعة مع «حماس» على السلطة الفلسطينية، عبر إطلاق سراح أسرى كبادرة حسن نية لمحمود عباس
علي حيدر
أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي أمس أن تل أبيب تبذل كل جهودها، وعلى جميع المستويات من أجل إطلاق سراح الجندي الأسير في غزة جلعاد شاليط. وأضاف «نعرف أن شاليط لا يزال على قيد الحياة، ونعرف أين يجري احتجازه».
وجاءت أقوال أشكينازي رداً على سؤال أحد مجنّدي سلاح المدرعات، طالب ببذل الجهود لإطلاق سراح شاليط، بعدما استُكملت الصفقة بشأن أيهود غولدفاسر وألداد ريغيف، اللذين كانا في الأسر لدى حزب الله.
وتعليقاً على كلام أشكينازي، أوضح متحدث عسكري أنه «لا جديد في أقوال أشكينازي، وأنه كان يقصد أن شاليط محتجز بيد حماس في قطاع غزة، وأنها تتحمل كامل المسؤولية».
وفي السياق، قررت الحكومة الإسرائيلية أول من أمس إعادة تأليف اللجنة الوزارية الخاصة بتعديل معايير الإفراج عن أسرى فلسطينيين، والنظر في قائمة الأسرى التي قدمتها حركة «حماس» في إطار صفقة التبادل، وفي تعهد رئيس الوزراء إيهود أولمرت لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الإفراج عن مجموعة من الأسرى الفلسطينيين.
وستعمل اللجنة، التي يترأسها نائب رئيس الحكومة حاييم رامون، على تقديم توصيتين منفصلتين للحكومة: الأولى، لتحديد معايير جديدة لإطلاق سراح عدد أكبر من الأسرى «الملطخة أيديهم بالدماء» وفق التعبير الإسرائيلي، ممن وردت أسماؤهم في قائمة «حماس». والثانية إعداد قائمة بالأسرى الذين سيجري إطلاق سراحهم كبادرة حسن نية تجاه عباس.
وأوضح مصدر إسرائيلي أن تعهد أولمرت إطلاق سراح أسرى فلسطينيين كبادرة حسن نية لعباس هو بمثابة «ضرب عصفورين بحجر واحد. فمن ناحية، يرضي السلطة الفلسطينية عبر خلق توازن بين حماس والسلطة الفلسطينية. ومن ناحية أخرى، قرر اولمرت عدم إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين في إطار الصفقة مع حزب الله كي لا تحسب إنجازاً لحزب الله، وعوضاً عن ذلك يقوم بإطلاق سراح أسرى بطريقة تُعدّ إنجازاً لرئيس السلطة الفلسطينية».
إلى ذلك، نقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر مقربة من المفاوضات بين اسرائيل و«حماس» اعتقادها أنه من المتوقع أن يطالب خاطفو شاليط إسرائيل بـ«شهادة تأمين على الحياة»، كي لا يكونوا أهدافاً للتصفية بعد إنجاز عملية التبادل المرتقبة.
في المقابل، رد الناطق الرسمي باسم لجان المقاومة الشعبية، ابو مجاهد، على كلام أشكينازي عن معرفة الجيش الإسرائيلي بمكان احتجاز شاليط بالقول إن «الجيش الصهيوني أعجز من أن يحصل على معلومة واحدة عن الجندي الصهيوني الأسير لدى المقاومة في قطاع غزة».