Strong>وفد إسرائيلي إلى القاهرة لبحث صفقة شاليط ورفض فتح معبر رفح قبل إطلاقهعادت التلميحات الإسرائيلية بتنفيذ اعتداءات على قطاع غزة لتطلّ برأسها، خارقة بذلك الهدوء الذي نتج من اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس»، وذلك بعد التصريحات عن مكان أسر جلعاد شاليط، وسط تكهنات بمحاولة إسرائيلية لدفع الحركة الإسلامية إلى نقله وكشف مكانه

غزة ــ قيس صفدي
استخفّت حركة «حماس» بتهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، ووصفتها بالتصريحات «الحمقاء»، في وقت عززت فيه قوات الاحتلال من تواجدها العسكري على امتداد خط التحديد شرق مدينة رفح، جنوب القطاع، وسط ردود فعل إسرائيلية على تصريحات رئيس هيئة الأركان، غابي أشكينازي، عن معرفة مكان الجندي الأسير جلعاد شاليط.
وشدد المتحدث باسم حركة «حماس» فوزي برهوم، أمس، على أن تصريحات باراك «تنم عن إفلاس حكومة الاحتلال الصهيوني في التعامل مع ثبات المقاومة وحركة حماس، وثبات الشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة وخياره الديموقراطي». وأشار إلى أن «هذه التصريحات تأتي في إطار دعايته الانتخابية له ولحزبه في ظل الانقسامات والانشقاقات المتعددة داخل المؤسسات السياسية والعسكرية الصهيونية».
وأضاف برهوم «لا بد أن يعلم باراك وحكومته الفاشلة أن أي ارتكاب لمثل هذه الحماقات ستدفع ثمنها حكومة الاحتلال الصهيوني والجنود المغتصبون الصهاينة، وأن العنف والإجرام والإرهاب لن يجلب أي أمن وأمان للاحتلال الصهيوني».
وفي السياق، دعا القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي»، نافذ عزام، فصائل المقاومة إلى التداعي في ما بينها لاتخاذ موقف حيال التهديدات التي أطلقها باراك حول شن عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع. وقال إن «حكومة الاحتلال لا تضمر لنا ولشعبنا سوى العداء ولا يمكن أن تتغير سياساتها سواء كانت هناك مفاوضات أو كانت هناك تهدئة». وكان باراك قد قال، خلال اجتماع لحزب «العمل» في القدس المحتلة، إن «الذين يتوقون إلى العمليات (العسكرية) في قطاع غزة يجب ألا يقلقوا لأنها ستحصل».
في هذه الأثناء، عززت قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتشارها على طول السياج الحدودي الواقع شرق مدينة رفح، ودفعت بالمزيد من الدبابات وناقلات الجند المصفّحة في محيط معبر كرم أبو سالم الواقع عند نقطة تلاقي الحدود المصرية ــــ الفلسطينية ــــ الإسرائيلية.
وأكدت مصادر فلسطينية وشهود عيان أن الساعات القليلة الماضية شهدت تحركات إسرائيلية على طول خط التحديد الفاصل بين فلسطين المحتلة عام 48 والقطاع، والتمركز داخل معبر كرم أبو سالم وفي محيطه.
وكانت آليات عسكرية إسرائيلية قد توغلت، أول من أمس، أمتاراً في شمال شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، وأطلقت قذائف باتجاه أراضي ومنازل المواطنين الفلسطينيين، وتفجير عبوة ناسفة كانت مزروعة بالقرب من الشريط الحدودي.
وتأتي التحركات الميدانية بعد تصريحات أشكينازي عن علمه بمكان احتجاز شاليط. وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية، أمس، أن لدى الدولة العبرية معلومات استخبارية جزئية عن المكان. إلا أنها أشارت إلى أن الصعوبة الأساسية في حال وجود رهائن تكمن في القدرة على ترجمة المعلومات الاستخبارية إلى خطة عملانية، تتيح إطلاق سراح الرهينة من دون وقوع إصابات.
إلى ذلك، رأى المحلل في صحيفة «معاريف»، بن كسبيت، أن «من الصعب افتراض وجود خريطة سرية، لدى الجيش، تحدد الموقع الذي يحتجز فيه شاليط». لكنه عاد وأشار إلى أنه «من جهة أخرى من المحتم التأكيد على أن لدى الجيش تقديرات ذكية عن المنطقة التي يوجد فيها».
وتطرق عامير عمير ربابورت في «معاريف» أيضاً إلى تصريحات أشكينازي. ولفت إلى أن «حماس» قد استخلصت الدروس من قضية الأسر السابقة في عام 1994 التي أدت إلى مقتل الجندي الأسير وقائد القوة الإسرائيلية المهاجمة، وعملت على تلغيم كل منزل أو قبو يحتجز فيه شاليط.
في غضون ذلك، وصل أمس وفد إسرائيلي يضم مستشار وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد، ومسؤول ملف الأسرى عوفر ديكل، إلى القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين بشأن جهود تبادل شاليط بأسرى فلسطينيين.
وقال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي متان فيلنائي إنه لن تتم زيادة كمية البضائع لقطاع غزة، ولن يتم فتح معبر رفح بين القطاع ومصر من دون تقدم المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى.
وتطرق فيلنائي إلى التهدئة في القطاع. وقال «إن هناك مصلحة فلسطينية تقاطعت مع المصلحة الإسرائيلية، ونتيجة لذلك توجد تهدئة على الأرض». ونفى تزايد عمليات تهريب أسلحة إلى القطاع. وقال إن «معطيات الشاباك واضحة جداً ولا يوجد تزايد في تهريب الأسلحة وإذا حصل تزايد في ذلك فإنه ليس كبيراً، ولا يجب أن نخيف أنفسنا».