علي حيدرنقلت صحيفة «هآرتس»، أمس، عن مصدر أمني إسرائيلي قوله أنّ إسرائيل «قدمت اقتراحاً بدعم المصريين لتحصين الحدود الممتدة من قطاع غزّة إلى عمق صحراء سيناء، بهدف مكافحة عمليات تهريب السلاح إلى المنطقة الخاضعة لسلطة حماس».
واقترحت إسرائيل، بحسب المصدر، على المصريين المساعدة في إنشاء حاجز وجدار حديث ومتطور على محور فيلادلفي الواقع على حدود القطاع وسيناء. وفي هذا الإطار، سيتوجه خلال أيام رئيس القيادة السياسيّة ــــ الأمنية في وزارة الدفاع، عاموس جلعاد، ومسؤول رفيع المستوى في الشاباك، من أجل مناقشة قضيّة «مكافحة تهريب السلاح إلى القطاع»، مع رئيس الاستخبارات المصريّة، عمر سليمان، ومسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الدفاع.
ويشكك المسؤولون الإسرائيليون في أن يوافق المصريون على اقتراح الدعم، وخصوصاً إزاء خوف الحكومة من التعرض لانتقادات داخليّة بشأن تدخل إسرائيل في بناء الجدار. وأوضح المصدر الأمني أن جلعاد سيقترح على المصريين بناء جدار فيلادلفي من ثلاث طبقات: الأولى، جدار من اسمنت بارتفاع 12 متراً، كالتي تستخدم في إسرائيل للحماية من إطلاق النار. وستمنع الجدران الاختراقات عنوةً كما ستكون محصّنة ضد العبوات، في أعقاب ما حصل عند تفجير الجدار المعدني في كانون الثاني الماضي. أما الطبقة الثانية فستكون جداراً إلكترونياً، يشخّص ويحذّر من اقتراب أي شخص أو من أي محاولات تسلل. وستتضمن الطبقة الثالثة عدداً من الوسائل التكنولوجيّة لكشف الأنفاق التي يتم حفرها تحت الحدود.
ولفتت «هآرتس» إلى أنه إلى جانب المحادثات التي سيجريها جلعاد ومسؤول «الشاباك» في القاهرة، ستعقد لجنة الارتباط العسكرية المصرية ــــ الإسرائيلية، اجتماعاً بعد حوالى أسبوعين سيطلب خلالها ممثل إسرائيل من المصريين أن يعززوا نشاطاتهم أكثر ضد عمليات تهريب السلاح إلى القطاع.
يُشار إلى أنه على خلفية الهدوء الذي ساد في الأسابيع الأخيرة في القطاع، توجد خلافات في الرأي بين الاستخبارات العسكرية «أمان»، وجهاز «الشاباك»، بخصوص النشاطات المصرية ضد عمليات تهريب السلاح، حيث تعتقد الأولى أن المصريين قد عززوا من نشاطهم، فيما يعتقد الثاني أنّه لم يحدث أي تغيير ذي دلالة في الأمر.
ومن الجدير الإشارة إلى أن هذا الاقتراح يأتي في أعقاب خرق الحدود بين مصر والقطاع، في كانون الثاني الماضي، حيث رمم المصريون الجدار الذي تحطّم فقط جزئياً. ويسود حالياً نوع من القلق إزاء إمكان تكرار هذه الحادثة ومن عبور الفلسطينيين إلى صحراء سيناء. لذلك يهتم المصريون بإنشاء حاجز مهم على طول محور فيلادلفي، وخصوصاً غربي رفح المصريّة، حيث لا يزال هناك عدد من الثغر في الجدار.