دمشق | في إطار سعيه لإحراز تقدم جديد في ريف محافظة درعا الشمالي الغربي، والمثلث الذي يربط محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق، يواصل الجيش السوري قصف المواقع المتقدمة لـ«جبهة النصرة» و«الجيش الحر» في محيط بلدة كفر الشمس وكفر ناسج، تمهيداً لتوغل وحداته في تلك المناطق، وللحؤول دون استغلال المسلحين للأحوال الجوية وتوجيه ضربات لقوات الجيش التي سيطرت الأسبوع الماضي على مواقع استراتيجية في المثلث المذكور. في المقابل، تسعى فصائل المعارضة المسلّحة في تلك المنطقة جاهدةً إلى تأخير ذلك التقدم.
مصدر عسكري قال لـ"الأخبار": «دفاع المسلحين عن تلك المنطقة هو مسألة مصيرية بالنسبة إليهم؛ فاحتمال انقطاع دعم الكيان الصهيوني عنهم يقضّ مضاجعهم». وبحسب المصدر، تتخذ مقاومة المسلّحين لتقدم الجيش شكلين: «الأول، هو قتالهم المستميت على تلك الجبهة ذاتها. والثاني، هو توسيع رقعة الاشتباك في ريف المحافظة عموماً». وفي السياق الأخير، اندلعت مواجهات واسعة يوم أمس في العديد من مناطق المحافظة. ففي درعا البلد أدت الاشتباكات في حي الجمرك القديم وحارة البجابجة ودوار بصرى إلى مقتل العديد من المسلّحين، من بينهم أبو زيد الشيشاني، زعيم إحدى الجماعات الإسلامية. فيما أحبط الجيش هجوماً للمسلّحين على إحدى النقاط العسكرية في بلدة الحراك، موقعاً العديد من القتلى في صفوفهم. واستهدف الجيش رتلاً عسكرياً على طريق إبطع ــ الشيخ مسكين، وتمكن من تدمير العديد من الآليات فيه. فيما دارت اشتباكات عنيفة شرقي السنتر في بلدة النعيمة بالقرب من المدخل الشرقي لمدينة درعا، واستهدف الجيش أيضاً نقاطاً للمسلّحين في منطقة اللجاة بين محافظتي درعا والسويداء. وفي تل المطوق صدّ الجيش هجوماً للمسلّحين على إحدى نقاطه العسكرية، موقعاً قتلى وجرحى في صفوفهم. يصف المصدر المشهد كاملاً يوم أمس في محافظة درعا بأنه «ذهب باتجاه خيار المسلحين تجاه توسيع رقعة الاشتباك، إلا أن حجم الردود التي نفذها الجيش ضد ذلك التصعيد كشف عن مدى الاستعداد والجاهزية لديه لمثل هذا السيناريو، بل وحوّل هذا التصعيد إلى فرصة لتكبيد المسلّحين خسائر فادحة». ويؤكد المصدر أن انعكاسات كل تلك الخسائر ستظهر من خلال إنجاز عسكري جديد للجيش «سيجري، على الأرجح، في الريف الشمالي الغربي ذي الأهمية الاستراتيجية».
وفي ريف دمشق، وعلى خلفية تفجير برج المعلمين في جوبر، اندلعت العديد من الاشتباكات في مناطق مختلفة من الغوطة الشرقية (الريف الشرقي لدمشق). ففي دوما، قتل 6 مسلحين في اشتباكات جرت بالقرب من تل كردي، وكان من بين القتلى شخص سعودي الجنسية وآخر ليبي. ودارت اشتباكات متفرقة على محور طيبة، في حي جوبر، أدت إلى مقتل عدد من المسلّحين. فيما واصل الجيش قصفه الجوي لمواقع عدة في دوما وجوبر وزملكا وكفربطنا وعربين. إلى ذلك، قصف الجيش مواقع لمسلّحي «جبهة النصرة» في الزبداني، الريف الشمالي الغربي لدمشق، ودمّر بعض تحصيناتهم. فيما استهدفت المدفعية الثقيلة للجيش أطراف مدينة داريا، في الريف الغربي لدمشق، موقعاً العديد من الإصابات في صفوف المسلّحين.