بغداد ــ زيد الزبيديليس الصينيون الذين اختاروا تاريخ 8 / 8 / 2008 لافتتاح الألعاب الأولمبية، هم وحدهم من يتفاءل برمزية الرقم 8، إذ إنّ العراقيين، ومنذ انتهاء الحرب العراقية ــ الإيرانية في تاريخ الثامن من الشهر الثامن (آب) في العام الثامن والثمانين (1988)، أعطوا لهذا الرقم أهمية ومنزلة خاصة. رمزيّة أضاءت عليها «الوكالة الوطنية العراقية للأنباء»، (نينا)، بالقول إنّ أبناء بلاد الرافدين يرون في هذا الرقم «مفتاحاً وانفراجاً للعديد من مشاكلهم ومشاغلهم ومعاناتهم».
وقد طغى هذا التفاؤل على تصرفات العراقيين، حيث ازدادت في هذا اليوم حجوزات الأعراس وما يصاحبها من حركة اقتصادية. وتسجّل الأعراس، التي تُنَظّم في مثل هذا التاريخ من كل عام، رقماً قياسياً، اعتقاداً من العراقيين أنّ الرقم 8 سيجلب لهم الحظ في سنواتهم المقبلة.
وقد يكون الحدث الأبرز المرتبط بالرقم 8، والأكثر اتصالاً بحياة العراقيّين، ما يمثله تاريخ 8 / 8 / 1988، حين انتهت الحرب العراقية ــ الإيرانية بعد ثماني سنوات من الجراح العميقة في النفوس، وبعد تلاشي الآمال في الوصول إلى يوم تتوقّف عنده محرقة الموت الحربية التي أدّت إلى مقتل أكثر من مليون عراقي وإيراني.
وهكذا حمل الرقم 8 ما لم يكن في خواطر أكثر الناس تفاؤلاً بتوقّف الحرب. وفي استطلاع للرأي أجرته وكالة «نينا» بشأن التفاؤل بهذا الرقم، عبّر عدد من المواطنين عن قناعتهم بأن هذا التاريخ والأرقام التي يحملها، يمثلان مبعث أمل لهم وحافزاً في اتخاذ الخطوات والأعمال التي يرغبون القيام بها.
وقال المواطن صلاح الدين حكمت إنّ الرقم المذكور «يجلب لي الحظّ، ولا بدّ من استذكار التاريخ الذي انتهت فيه الحرب العراقية ــ الإيرانية، وما حمله هذا التاريخ من أرقام 8، حيث جاء الأمل بعد طول معاناة ومكابدات، لم يسلم منها أي عراقي». وأضاف «أما اليوم فنحن ننظر إلى هذا التاريخ عسى أن يمثّل بارقة أمل جديدة تعيد للعراق بهجته».
بدورها، رأت شيماء مهدي، المقبلة على الزواج، أن «الذي يهمني هو أن يجلب الحظ في هذا التاريخ السعادة لكل العراقيين، ونحن أحوج ما نكون اليوم إلى ضربة حظ، نستعيد من خلالها جزءاً من سعادتنا التي افتقدناها بسبب العنف الذي طغى على حياتنا». وتضيف شيماء «آمل أن يكون زواجي ناجحاً وموفّقاً، وعندما يكون بمثل هذا التاريخ الحامل للأرقام ثمانية، فإنّه أكيد سيجلب الحظ الأوفر في السعادة الزوجية».
أما الطبيب سامر سعيد، فيشير بدوره الى أنّ «العراقيين عادة ما يتفاءلون بأرقام التواريخ التي تتصادف مع بعض المناسبات الوطنية والدينية المفرحة، ويتمنون أن تكون موعداً لزواجهم ومناسباتهم وأفراحهم».